للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبا حاتم شكّ فيه، وكثير تقدم الكلام عليه،/حدثنا عبد الله بن سعيد ثنا

المحاربي عن سلام بن سليم عن حميد عن أنس قال: " كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

وقت للنفساء أربعين يوما إلا أن ترى الطهر قبل ذلك " (١) . هذا حديث رواه

أبو أحمد بن عدي عن سلام، وقال: هو متروك الحديث، وقْال عبد الحق هو

حديث معتل بسند متروك، وقال أبو الحسن الدارقطني في سننه: لم يروه عن

حميد غير سلام، هذا وهو سلام الطويل، وهو ضعيف يعني سلام بن سلم،

ويقال: ابن سليمان، ويقال: ابن سالم أبو عبد الله التميمي السعدي الخراساني

الطويل ساكن المدائن، وإن كان أبو عبد الله قد قال فيه: ثقة، وصحح حديثه

في مستدركه فقد قال فيه يحيى ضعيف لا يكتب حديثه، وقال مرّة: ليس

بشيء، وفي رواية ابن أبي شيبة عنه له أحاديث مناكير، وضعفه ابن المديني

جدا، وقال أحمد: منكر الحديث، وقال البخاري، والرازي: تركوه، وقال

عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: كذاب، وقال النسائي، وعلي بن الجنيد،

والأزدي متروك الحديث، وقال أبو حاتم بن حبّان: يروى عن الثقات

الموضوعات كأنه كان المتعمّد لها، وفي كتاب ابن العرب: قال أبو الحسن:

سلام ضعيف الحديث لا يكتب حديثه، وفي كتاب العقيلي عن الأعين قال:

سمعت أبا نعيم يضعفه، وذكره السيرفي في الضعفاء وكذلك الساجي، وأبو

القاسم البلخي، وقال البيهقي: لا يحتج بحديثه، وقال الحربي: غيره أوثق منه،

وذكره الفسوي فيمن يرغب عن الرواية عنهم، ولما ذكر ابن الجوزي هذا

الحديث في علله ردّه بسلام، وكذلك أبو الفضل بن طاهر في كتاب التذكرة،

وفي الباب حديث عائشة- رضى الله تعالى عنها- قالت: " وقت رسول الله

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للنفساء أربعين يوما/إلا أن ترى الطهر قبل ذلك " (٢) ، ذكره أبو الفرح

البغدادي في كتاب العلل من حديث حسين ابن عكوان عن هشام عن أبيه

عنها، وقال: لا يصح، وقال ابن حبان: حسين يضع على هشام وغيره لا يحل


= وهذا الذي قاله لم نجد مثله عن أحد من العلماء.
(١) رواه الحاكم (١/١٧٦) والبيهقي (١/٣٤٣) والمجمع (١/٢٨١) من حديث جابر، وعزاه
إلى الطبراني في " الأوسط " وفيه أشعث بن سوار، وثقة ابن معين واختلف في الاحتجاج به.
(٢) انظر: الحاشية السابقة

<<  <  ج: ص:  >  >>