للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من باب السلب والإيجاب نفي حديث أبي عبيدة، وثبت حديث عبد الرحمن

وهذا امتد على الترمذي لكونه نفي لحديث ابنه هو، ولعلّ البخاري لم ير ذلك

متعارضا وجعلهما إسنادين، وأسانيدهما قدّمناه، وروى الدارقطني في سننه

هذا الحديث من جهة أبي إسحاق عن علقمة، وفي أخره"ائتني بحجر"وفي

لفظ"ائتني"بغيرها، وهو منقطع فيما بين أبي إسحاق وعلقمة، ورواه ابن

خزيمة في صحيحه من طريق سالم بن أبي إسحاق وأبي عبيدة وزهير بزيادة

تستفاد، فقال: نا سعيد عبد الله بن سعيد الأشج زياد بن الحسن بن فرات عن

أبيه عن جدّه عن عبد الرحمن بن الأسود عن علقمة عن عبيد الله، قال:

"أراد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يتبرز، فقال: ائتني بثلاثة أحجار، فوجدت له حجر ورثة

حمار فأمسك الحجرين وطرح الروثة وقال: هي رجس".

قال الإمام أبو بكر: فيه بيان على أن أرواث الحمر نجسة، وإذا كانت

أرواث الحمَر نجسة بحكم النبي- عليه السلام- كان حكم جميع أرواث ما

لا يؤكل لحومها من ذوات الأربع مثل أرواث الحمر. حدثنا محمد بن

الصباح، نا سفيان بن عيينة، ونا علي بن محمد، نا وكيع جميعا عن هشام/

بن عروة عن ابن خزيمة عن عمارة بن خزيمة عن خزيمة بن ثابت، قال رسول

الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"في الاستنجاء ثلاثة أحجار ليس فيها رجيع" (١) كذا صرّح به

ابن المديني في الأحاديث المعلّلة التي رواها عنه الباغندي. ذكره البستي في

كتاب الثقات، وعمارة روى أيضَا الزهري وأبو جعفر الحمصي ومحمد بن

زرارة، وغيرهم، ذكره العجلي فقال: تابعي ثقة، ولما ذكر البستي الثقات قال:

توفى بالرقة سنة خمس ومائة، وهو ابن خصر وسبعين سنة، ووثقه النسائي

أيضا، قال ابن سعد: توفى بالمدينة، وفي أوّل كلام الواقدي عبد المالك،

وكان ثقة قليل الحديث، ومع ذلك فقد علل بالاضطراب والاختلاف في

إسناده، وذلك أنّ الجمع الغفير رووه عن هشام، تقدّم منهم عبيدة بن سليمان

وابن نمير وأبو أسامة ومحمد بن بشر العبدي وعبد الرحمن بن سليمان

وعلي بن مسهر والمفضل بن فضالة، واختلف على ابن عيينة؛ فرواه كرواية


(١) صحيح، شرح المعاني (١/١٢١) واستذكار (١/٢٣٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>