للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زيد بن جبير عن خشف قال: " كنا نصلى مع ابن مسعود الظهر والجنادب

منفرة من شدة الحر ". غير مرفوع وليس لخشف إلا هذان الحديثان يعني هذا،

وحديث جعل دية الخطأ أخماسا، وقال الخطابي: خشف مجهول لا يعرف إّلا

بهذا الحديث يعني: حديث الديات، وعدل الشافعي عن القول به لما ذكرنا

من العلة في رواته انتهى كلامه، وفيه نظر لما أسلفناه، وقال الدارقطني: هو

رجل مجهول لم يرو عنه إّلا زيد بن جبير، وقال البيهقي: خشف مجهول،

وقال أبو الفتح الأزدي: ليس بذاك، وذكره ابن حبان في الثقات، وأمّا أبوه فلم

أر أحدا عرف بحاله، وحدثنا علي بن محمد ثنا وكيع ثنا الأعمش عن أبي

إسحاق عن حارثة بن مضرب العبدي عن خبّاب قال: " شكونا إلى رسول

الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حرّ الرمضاء فلم يشكنا (١) . هذا حديث إسناده صحيح، ولكنه خطأ

نصّ على ذلك ابن أبي حاتم إذ سأل أبا زرعة عنه، فقال: أخطأ فيه وكيع إنّما

هو على ما رواه شعبة وسفيان عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهيب عن

حباب، يعني بذلك: ما خرجه مسلم في صحيحه من حديث زهير عن أبي

إسحاق عن سعيد بن وهب عن خباب، وفي آخره قال زهير: قلت لأبي

إسحاق في الظهر، قال: نعم. قلت: أي: تعجيلها قال: نعم، ورواه ابن عيينة

عن الأعمش عن عمارة عن أبي معمر عن خباب فأخطأ فيه، وقال أبو حاتم

الرازي: ليس هذا أصل ما ندرى كيف أخطأ وما أراد، وقال أبو زرعة: إنّما

أراد سفيان حديث الأعمش عن عمارة عن أبي معمر عن خبّاب أنّه قيل له:

" كيف كنتم تعرفون قراءة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال: باضطراب لحيته ". قال عبد

الرحمن: قلت/لأبي زرعة: عنده الحديثان جميعا قال أحدهما: والآخر خطأ،

قال عبد الرحمن: ورواه شريك كرواية الأعمش قال لي: الصحيح ما روى

سفيان وشعبة، وأمّا ابن عيينة فوهم، والصحيح من حديث الأعمش عن أبي

إسحاق عن حارثة انتهى كلامه. وفْيه نظر لما ذكره عن أبي زرعة قبل. وفي

كتاب الغرائب لأبي الحسن قال ابن صاعد: لم يرو هذا الإسناد غير ابن عيينة،

قال الدارقطني. وهو غريب من حديث الأعمش عن عمارة تفرد به ابن عيينة

وهو غريب من حديث سفْيان، ورواه مسروق أيضا عن خباب وهو حديث


(١) انظر: الحاشية السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>