قال: واشتغلت انا ويزيد بن عبد الصمد عند عثمان بن خرّزاذ في نزه أنطاكية وسبق ابو زرعة الجميع الى حمص حتى دخل دمشق قبلنا بايّام كثيرة فتحامل اهل دمشق على ابي زرعة بسببنا فكتبوا فيه كتابا ذكروا فيه مثالب له وتوجّه ابو زرعة الى مصر فسبقه كتابهم الى خمارويه فدفعه اليه فاقسم له ان هذا مختلق عليه وذكرهم بالجميل فكتب له بولاية القضاء فرجع الى دمشق قاضيا ثم وضع يده في كلّ من تكلّم فيه حتى افضى له الى شيخين كانا يلبسان الطويلة فمدّا في [حصن؟] دمشق فضربا بالدرّة
قال ابن عساكر عن غيره: انه مات في شوّال سنة ٣٠١. قال: وكان حافظا للحديث وكان يرمى بالنصب وقال الحسن بن القاسم بن دحيم الدمشقيّ: ولد لابي زرعة ولد فسمّاه الحسين وكنّاه ابا عبد الله ثم ولد له آخر فسمّاه الحسن وكنّاه ابا محمد (قال) فكتبت له رقعة اقول فيها: لو عتق [؟] القاضي عن ولديه معاوية وعمرا ما كان الاّ ناصبيا
قال ابن زولاق: كان ابو زرعة يرقي من وجع الضرس يقرأ عليه ويدفع الى صاحبه حشيشة فيسكن فاتّفق ان ابا زنبور الوزير الماذرائيّ اشتكى ضرسه فجاء الى ابي زرعة وسأله ان يرقيه فوضع رأسه في حجره وشرع في الرقية فقال له في خلال ذلك: اسألك ان [لا] تقول شيئا حتى تنفعك الرقية. قال: ما هو. قال: الكذب.
فقال: سبحان الله. قال: الذي عندي قلت لك. قال: افعل. فرقاه فلما فرغ قال له:
سكن الوجع. قال: لا. قال: سبحان الله. فقال ابو زنبور: شرطت ان لا اكذب فكرهت ان اقول «سكن» وهو لم يسكن. فحصل لابي زرعة بذلك خجل شديد وكان يألفه ولا يفارقه
وكان يمسح على ظهره وهو يقضي بين الناس
وزوّج ابو زرعة ولده الحسين ببنت (١١٩) ابي زنبور الماذرائيّ وكان اسم ابي زنبور الحسين بن احمد وكان حينئذ بدمشق فكتب ابو زنبور اسامي مائة نفس في درج ووعدهم بان يكونوا عنده قبل صلاة الصبح فحضروا فاخرج اليهم مائة غلام بمائة قدح غالية ومائة قمقم ماء ورد ومائة مشط ومائة مرآة ومائة