للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعاد نباش إليهم بذلك.

فلما أتاهم نباش برفض رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اقترحوه، قال كعب بن أسد: يا معشر بني قريظة والله إنكم لتعلمون أن محمدًا نبي الله، وما منعنا من الدخول معه إلا الحسد للعرب، حيث لم يكن نبيًا من بني إسرائيل فهو حيث جعله الله، ولقد كنت كارهًا لنقض العهد والعقد، ولكن البلاء وشؤم حيي بن أخطب فاتبعوه وكونوا أنصاره وأولياءه، وقد آمنتم بالكتابين كليهما الأول، والآخر، فتعالوا فلنتابعه ولنصدقه ولنؤمن به فنأمن على دمائنا وأبنائنا ونسائنا وأموالنا.

فردوا عليه لن نكون تبعًا لغيرنا نحن أهل الكتاب والنبوة ونكون تبعًا لغيرنا.

فجعل كعب يرد عليهم الكلام بالنصيحة لهم.

قالوا: لا نفارق التوراة وندع ما كنا عليه من أمر موسى.

قال كعب: فهلم فلنقتل أبناءنا ونساءنا، ثم نخرج في أيدينا السيوف إلى محمد وأصحابه فإن قتلنا قتلنا وما وراءنا أمر نهتم به، وإن ظفرنا فلعمري لنتخذن النساء والأبناء.

قالوا: ما في العيش من خير بعد هؤلاء.

قال: فواحدة قد بقيت من الرأي لم يبق غيرها، الليلة السبت ومحمد وأصحابه آمنون لنا فيها.

فنخرج فلعلنا أن نصيب منه غرة.

قالوا: نفسد سبتنا وقد عرفت ما أصابنا فيه؟

فصاحت اليهود: لا نكسر السبت.

وسقط في أيديهم، وندموا على نقض العهد يوم الأحزاب، ورقوا على النساء والصبيان حينما رأوا ضعف أنفسهم وهلاك النساء والصبيان.

فقال لهم كعب: ما بات رجل منكم منذ ولدته أمه ليلة واحدة حازمًا١.

إلا أن فريقًا من بني هدل خالف قومه اليهود، ودخل في الإسلام، ونجا بنفسه، وأمواله، وأولاده، وهم: ثعلبة وأسيد ابنا سعية، وأسيد بن عبيد وأبناؤهم٢.


١ البداية والنهاية ج٤ ص١٢٠.
٢ سيرة النبي ج٢ وبنو هدل ليسوا من بني النضير، ولا من بني قريظة لأن نسبهم فوق ذلك فهم بنو عمومتهم.

<<  <   >  >>