للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: ابن جابر.

قال: يا أبا جابر أصارم سيفك هذا؟

قال: نعم.

قال: ناولنيه أنظر إليه إن شئت، فناوله وكان قريبًا من السيف منه فأخذ أبو بصير بقائم السيف والعامري ممسك بالجفن فعلاه به وضربه حتى برد١.

فخرج "كوثر" هاربًا يعدو نحو المدينة، وأبو بصير في إثره فأعجزه حتى سبقه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في أصحابه بعد العصر، إذ طلع كوثر يعدو فقال صلى الله عليه وسلم: "هذا رجل قد رأى ذعرًا".

وأقبل "كوثر" حتى وقف أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ويحك! ما لك"؟

قال: قتل صاحبكم صاحبي وأفلت منه وكاد أن يقتلني.

وأقبل أبو بصير، فأناخ بعير العامري بباب المسجد، ودخل متوشحًا سيف العامري، فقال: يا رسول الله وفت ذمتك، وأدى الله عنك، وقد أسلمتني بيد العدو، وقد امتنعت بديني من أن أفتن، أو أكذب بالحق.

فقال صلى الله عليه وسلم: "ويل أمه مِحَشُ حَرْبٍ لو كان معه رجال" ٢.

وقدم أبو بصير سلب العامري، ورحله، وسيفه، ليخمسه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم: "إني إذا خمسته رأوا أني لم أوف لهم بالذي عاهدتم عليه، ولكن شأنك بسلب صاحبك".

ثم قال صلى الله عليه وسلم لكوثر: "ترجع به إلى أصحابك"؟

فقال كوثر: يا محمد ما لي به قوة ولا يدان تقدر عليه.

فقال صلى الله عليه وسلم لأبي بصير: "اذهب حيث شئت" ٣.


١ المغازي ج٢ ص٦٢٦.
٢ المرجع السابق.
٣ المغازي ج٢ ص٦٢٧.

<<  <   >  >>