للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في الزكاة المتقبلة.

وهكذا تجهز جيش بأكمله بالجهود الفردية التي تحولت إلى بحر زاخر من العطاء إن هذا الجهد المبذول أخرج خير أمة في عالم الناس ولذلك انتصر الإسلام بهم، ووصلت الدعوة معهم إلى كل مكان وصلوا إليه.

إن التطابق بين الإسلام والمسلمين في العصر الأول جعل المسلمين جميعًا دعاة، الأمر الذي أدى إلى انتشار الإسلام في العالم كله برؤية الصورة الإسلامية خلال حركة الفتوح؛ لأن الإسلام كان ظاهرًا مع الجنود، والتجار، والقراء، بكل ما فيه من سمو وخلق.

إن التطابق بين الإسلام وعمل المسلمين يساعد على تنشئة الأجيال المسلمة؛ لأن الطفل المسلم يرى الإسلام من أبويه كما يراه في الطريق وفي المدرسة ومع الزملاء ومع كل من يختلط بهم، وبهذا يفهم المسلم الإسلام ويطبقه ويؤدي هذا التطابق إلى وحدة الأمة لأن كل فرد فيها يحب لأخيه ما يحب لنفسه.

ويؤدي هذا التطابق إلى جمال الإسلام في كل تعاليمه لأن الالتزام العام بالإسلام يصبغ المجتمع به، الأمر الذي يجعل الناس متآلفين معه راضين به، سعداء بتطبيقه.

ويؤدي هذا التطابق إلى إعلام الآخرين بحقيقة الإسلام من خلال التطبيق, وحين ينطلق الدعاة إلى هؤلاء الآخرين يجدون الأرض ممهدة للدعوة، والقلوب مستعدة للاستجابة والإيمان.

إن التناقض بين الاعتقاد والسلوك لا يقره الإسلام ولا يرضى به المسلم، ولذلك يعاتب الله المؤمنين إذا حدث هذا الانفصام في حياتهم يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} ١ إن هذا الانفصام سبب يؤدي إلى الضياع والهلاك وقد حدث ذلك في الأمم السابقة يقول الله تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ


١ سورة الصف: ٢-٣.

<<  <   >  >>