الحمد لله الّذي أكرم هذه الأمّة بالخيريّة، فكانت خير أمّة أخرجت للنّاس. والصّلاة والسّلام على سيّد الجنّ والنّاس؛ سيّدنا محمّد، وعلى آله وأصحابه المطهّرين عن الأدناس. وبعد:
فإنّنا- وبين كتابنا هذا- هناك الكثير من الأمور الّتي قابلتنا، والشّؤون والشّجون الّتي اعترضتنا، والّتي تحتّم علينا لزاما التّوضيح والتّبيان.
فبعد أن فرغنا من تحقيق هذا الكتاب المبارك، الّذي نقدّمه للقارئ الكريم، والّذي أخذ من الوقت والجهد ما الله به عليم، وأصبح في مراحله النّهائية- البروفة الأخيرة- فوجئنا وعند مراجعتنا لبعض الأحداث الواردة فيه، على كتاب آخر مطبوع تحت اسم «حدائق الأنوار» لابن الدّيبع، حقّقه الشّيخ عبد الله الأنصاريّ- على الجميع رحمة الله- فلاحظنا بعض التّشابه في الكتابة بين الكتابين لنفس الحادثة، فظنّنا أنّه من باب سقوط الحافر على الحافر، فأخذنا جزيئة أخرى من الكتاب، فوجدنا أنّ النّصّ هو هو.
عندها كان لا بدّ لنا من زيادة الاهتمام والبحث في الموضوع، فعدنا إلى أوّل الكتاب، فوجدنا أنّ الكتاب هو نفس الكتاب، والفرق فقط هو في اسم المؤلّف، والّذي حقّقه الشّيخ الأنصاريّ- رحمه الله تعالى- معتمدا نسخة خطيّة من مجموع به عدّة كتب أكثرها لابن الدّيبع، وأنّ هذا الكتاب قد نسب في المخطوط المذكور لابن الدّبيع.
مع العلم بأنّ الشّيخ الأنصاريّ- رحمه الله تعالى- عندما ترجم لابن الدّبيع واستعرض مؤلّفاته ذكر أنّه لم يجد ممّن ترجم له ذكر كتاب سيرته هذا، وعلّل ذلك بأنّ مترجميه قد أغفلوا هذا الكتاب، أو لم يشتهر أمره. وأضاف قائلا:(ونرجو من الله أن يوفّقنا لجمع معلومات تفيدنا أكثر في توثيق هذه السّيرة وصلتها بابن الدّيبع في المستقبل، ممّا سيجتمع إلينا من آراء القرّاء الكرام الّتي نأمل أن يوافونا بها، وبما سنتوصّل إليه في المستقبل إن شاء الله) .
بل إنّ المخطوط الّذي اعتمده الأنصاريّ- رحمه الله- قد اعتراه نقص في بعض الأسطر في بداية الكتاب، والمذكور فيها- أي: في المخطوطين المعتمدين لدينا- اسم الكتاب وأنّه مهدى لأحد ملوك الهند. وقد صرّح- رحمه الله- بذلك- مشيرا إلى مواضع النّقص- قائلا: (فالبياض في الموضع الأوّل أخفى عنّا معرفة الملك الّذي قدّم إليه- المؤلّف- هذا الكتاب ووسمه باسمه