للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نجالد النّاس لا نبقي على أحد ... ولا نضيّع ما توحي به السّور

ثمّ إنّه صلى الله عليه وسلم جمعهم وخطبهم، واعتذر إليهم، حتّى طابت أنفسهم.

كما رواه البخاريّ ومسلم، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال ناس من الأنصار حين طفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي رجالا من أموال هوازن المئة من الإبل، فقالوا: يغفر الله لرسول الله! يعطي قريشا/ ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم، قال أنس: فحدّث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقالتهم، فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبّة من أدم، ولم يدع معهم أحدا غيرهم، فلمّا اجتمعوا قام النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال:

«ما حديث بلغني عنكم؟» ، فقال فقهاء الأنصار: أمّا رؤساؤنا فلم يقولوا شيئا، وأمّا أناس منّا حديثة أسنانهم، فقالوا: يغفر الله لرسول الله، يعطي قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم؟، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّي لأعطي رجالا حديثي عهد بكفر أتألّفهم، أما ترضون أن يذهب النّاس بالأموال وتذهبوا برسول الله إلى رحالكم؟

فو الله لما تنقلبون به خير ممّا ينقلبون به» ، فقالوا: قد رضينا يا رسول الله «١» .

فائدة [: في سبب حجب النّبيّ ص أموال هوازن عن الأنصار]

قوله: (لم يعط الأنصار شيئا) ، أي: أنّه لم يعط الأنصار شيئا من أصل الغنيمة، لا من الخمس الّذي أعطى منه المؤلّفة قلوبهم.

قال العلماء: وسببه أنّهم كانوا انهزموا، فلم يرجعوا إلّا وقد


(١) أخرجه البخاريّ، برقم (٤٠٧٦) . ومسلم برقم (١٠٥٩/ ١٣٢) .

<<  <   >  >>