(٢) قلت: لم يتّفق العلماء على ضبط تاريخ الإسراء، ولكن الثّابت الّذي ظهر لنا بعد النّظر في الرّوايات أنّ حادث الإسراء وقع متأخّرا، لأنّ خديجة رضي الله عنها توفّيت في رمضان من السّنة العاشرة للنّبوّة على الصّحيح، وكانت وفاتها قبل أن تفرض الصّلوات الخمس، ولا خلاف أنّ فرض الصّلوات كان ليلة الإسراء. ولكنّ العلماء متّفقون على أنّ الإسراء والمعراج كان إكراما من الله تعالى لنبيّه صلى الله عليه وسلم وتسلية وتعويضا عمّا لقيه في الطّائف من الأذى، وعمّا أصابه من الحزن على وفاة خديجة، وعلى وفاة عمّه أبي طالب، اللّذين بين وفاتيهما ثلاثة أيّام، وسمّاه صلى الله عليه وسلم عام الحزن. (انظر الجامع في السّيرة، ج ١/ ٥٣١) ..