للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يا أبا سليمان؟ قال: لأسلم، والله فقد استبان لي الحقّ، وإنّ الرّجل لصادق، قال: وأنا والله ما جئت إلّا لأسلم، قال عمرو:

فلمّا قدمنا (المدينة) تقدّم خالد فأسلم، وبايع. ثمّ دنوت، فقلت:

يا رسول الله، أبايعك على أن يغفر الله لي ما تقدّم من ذنبي/، فقال:

«يا عمرو إنّ الإسلام يجبّ ما كان قبله، وإنّ الهجرة تجبّ ما كان قبلها» «١» ، قال: وكان ذلك بعد (الحديبية) وقبل (خيبر) .

[كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الملوك]

وفي «٢» هذه السّنة-[أي: السّابعة]- أرسل النّبيّ صلى الله عليه وسلم رسله بكتبه إلى ملوك الأقاليم.

ومنهم: عبد الله بن حذافة السّهميّ؛ بعثه بكتابه إلى كسرى، فمزّقه.

ودحية بن خليفة الكلبيّ؛ بعثه بكتابه إلى قيصر، فوجد عنده أبا سفيان بن حرب.

وفي «الصّحيحين» ، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بكتابه إلى كسرى، فأمره أن يدفعه إلى عظيم


(١) أخرجه أحمد في «مسنده» ، برقم (١٧٣٢٣) .
(٢) لم يذكر المؤلّف- رحمه الله- هنا إلّا رسولين من رسل النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى الملوك. قلت: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رسلا من أصحابه، وكتب معهم كتبا إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام. فبعث دحية بن خليفة الكلبيّ إلى قيصر ملك الرّوم، وبعث عبد الله بن حذافة السّهميّ إلى كسرى ملك فارس، وبعث عمرو بن أميّة الضّمريّ إلى النّجاشيّ ملك الحبشة، وبعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس ملك الإسكندريّة، وبعث عمرو ابن العاص السّهميّ إلى جيفر وعياذ ابني الجلندى الأزديّين ملكي عمان، وبعث سليط بن عمرو إلى ثمامة بن أثال وهوذة بن عليّ الحنفيّين ملكي اليمامة، وبعث العلاء بن الحضرميّ إلى المنذر بن ساوى العبديّ ملك البحرين، وبعث شجاع بن وهب الأسديّ إلى الحارث بن أبي شمر الغسّانيّ ملك تخوم الشّام.

<<  <   >  >>