للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فليفعل، ومن أحبّ أن يكون على حظّه حتّى نعطيه إيّاه من أوّل ما يفيء الله علينا فليفعل» ، فقال النّاس: قد طيّبنا ذلك يا رسول الله «١» .

[عمرة الجعرانة واستخلاف النّبيّ صلى الله عليه وسلم عتّابا على الحجّ]

ثمّ انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من (الجعرانة) محرما بعمرة في ذي القعدة، فدخل (مكّة) فقضى نسكه، واستخلف على (مكّة) عتّاب- بتشديد الفوقيّة- ابن أسيد- بفتح الهمزة- فحجّ بالنّاس في تلك السّنة-[أي: الثّامنة]- ثمّ انصرف إلى (المدينة) فدخلها في آخر ذي القعدة.

[خبر ولادة إبراهيم ابن النّبيّ صلى الله عليه وسلم ووفاته]

وولد له في ذي الحجّة ولده إبراهيم، فعاش نحو ثلاثة أشهر، وكسفت الشّمس يوم موته، في ربيع الأوّل من سنة تسع «٢» .

وفي «صحيحي البخاريّ ومسلم» ، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم دخل عليه في مرضه فوجده يجود بنفسه، فجعلت عيناه تذرفان، فقال له عبد الرّحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله؟، فقال له: «يا ابن عوف، إنّها رحمة، جعلها الله في قلوب عباده» ، ثمّ أتبعها بأخرى، وقال: «إنّ العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلّا ما يرضي ربّنا، وإنّا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون» «٣» .

وقال: «إنّ له مرضعا في الجنّة» «٤» .


(١) أخرجه البخاريّ، برقم (٢٤٠٢) . عن المسور بن مخرمة رضي الله عنه.
(٢) قلت: ولد إبراهيم في شهر ذي الحجّة سنة ثمان، ومات وهو ابن ستّة عشر شهرا، في ربيع الأوّل سنة عشر. (انظر «مسند أحمد» ، ج ٤/ ٢٨٣) .
(٣) أخرجه البخاريّ، برقم (١٢٤١) . ومسلم برقم (٢٣١٥/ ٦٢) . عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
(٤) أخرجه البخاريّ، برقم (١٣١٦) . عن البراء بن عازب رضي الله عنهما.

<<  <   >  >>