للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[إهدار النّبيّ صلى الله عليه وسلم دماء نفر من المشركين]

إلّا أنّه أمر بقتل جماعة سمّاهم «١» ، فقال: «اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلّقين بأستار الكعبة» «٢» .

وفي «صحيح البخاريّ» ، أنّ رجلا/ أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: إنّ ابن خطل متعلّق بأستار الكعبة، فقال: «اقتلوه» «٣» . وزاد أحمد والبيهقيّ: فقتل وهو متعلّق بأستار الكعبة «٤» .

[إجارة أمّ هانئ رضي الله عنها رجلين من قريش]

وفي «الصّحيحين» أنّ أمّ هانىء أجارت ابن هبيرة، فأراد عليّ قتله، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «قد أجرنا من أجرت يا أمّ هانىء» «٥» .

قلت: وفي هذا دليل على أنّ حرمة المؤمن عند الله ورسوله أشدّ من حرمة (الكعبة) المعظّمة.

[طواف النّبيّ ص بالبيت العتيق وتطهيره المسجد من الأصنام]

ثمّ دخل صلى الله عليه وسلم المسجد، وهو راكب راحلته، منكّس رأسه تواضعا لله تعالى، فطاف بالبيت سبعا راكبا، يستلم الرّكن بمحجن «٦» في يده.

وكان حول البيت ثلاث مئة وستّون صنما، مثبّتة بالرّصاص، فجعل صلى الله عليه وسلم يطعنها بالمحجن ويقول: جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً [سورة الإسراء ١٧/ ٨١] .


(١) وهم: عبد الله بن خطل، ومقيس بن صبابة، وعبد الله بن سعد بن أبي السّرح، وعكرمة بن أبي جهل.
(٢) أخرجه النّسائيّ، برقم (٣٩٩٩) . عن سعد بن أبي وقّاص رضي الله عنه.
(٣) أخرجه البخاريّ، برقم (١٧٤٩) . عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
(٤) أورده الهيثميّ في «مجمع الزّوائد» ، ج ٦/ ١٦٧. عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
(٥) أخرجه البخاريّ، برقم (٣٥٠) . ومسلم برقم (٣٣٦/ ٨٢) ، بنحوه.
(٦) المحجن: العصا المعوجّة الرّأس.

<<  <   >  >>