للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فانتدب له الزّبير بن العوّام، والمقداد بن الأسود فارسين، فسارا إلى (مكّة) ، فحمله الزّبير على فرسه، فأغاز عليهما أهل (مكّة) ، فلمّا أرهقوهما ألقاه الزّبير، فابتلعته الأرض، فسمّي:

بليع الأرض.

[وقعة بئر معونة]

وأمّا «١» أصحاب بئر معونة- بالنّون-: فإنّ أبا البراء عامر بن مالك العامريّ ملاعب الأسنّة قدم على النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام، فلم يسلم، ولم يبعد «٢» ، وقال:

يا محمّد، ابعث معي رجالا من أصحابك إلى أهل (نجد) يدعونهم إلى أمرك، وأنا لهم جار، فبعث معه رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين رجلا من خيار المسلمين.

قال أنس: كنّا نسمّيهم القرّاء، وأمّر عليهم المنذر بن عمرو الأنصاريّ الخزرجيّ السّاعديّ، أحد النّقباء الاثني عشر.

[غدر عامر بن الطّفيل بالمسلمين]

فلمّا نزلوا ب (بئر معونة) ، انطلق حرام بن ملحان إلى عامر بن الطّفيل رئيس المكان ليبلّغه رسالة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمّنه عامر ثمّ غدر به، فأومأ إلى رجل خلفه فطعنه بالرّمح حتّى أنفذ الطّعنة، فقال حرام: الله أكبر فزت وربّ الكعبة، فقتلوه، ثمّ استصرخوا على أصحابه بقبائل سليم: (رعل وذكوان وعصيّة) ، فقتلوهم عن آخرهم، ما خلا رجلين، وأخفروا «٣» ذمّة أبي البراء عامر بن مالك.


(١) ذكر هنا أنّ وقعة بئر معونة كانت من أحداث السّنة الثّالثة للهجرة. قلت: كانت وقعة بئر معونة في صفر على رأس ستّة وثلاثين شهرا للهجرة، وبعد بعث الرّجيع. والله أعلم.
(٢) أي: من الإسلام.
(٣) أخفروا: نقضوا وغدروا.

<<  <   >  >>