الباب الرّابع في ذكر مولده الشّريف، ورضاعته ونشأته إلى حين أوان بعثته صلى الله عليه وسلّم
[مولده صلى الله عليه وسلم وتاريخه ومكان ولادته]
قال علماء السّير: ولد النّبيّ صلى الله عليه وسلم في ربيع الأوّل، يوم الاثنين بلا خلاف. ثمّ قال الأكثرون: ليلة الثّاني عشر منه. وقال بعضهم:
العاشر. وقال آخرون: الثّامن.
وذلك ب (مكّة) المشرّفة، في شعب أبي طالب «١» ، وهو المكان الّذي يجتمع فيه أهل (مكّة) ليلة المولد الشّريف، للذّكر والدّعاء والتّبرّك بمسقط رأسه صلى الله عليه وسلم «٢» .
وأفتى جماعة من المتأخّرين بأنّ عمل المولد على هذا القصد حسن محمود.
[صفة مولده صلى الله عليه وسلم]
قال علماء السّير: ووضعته أمّه وهو مستقبل القبلة، واضعا يديه على الأرض، رافعا رأسه إلى السّماء، مختونا، مسرورا- أي:
(١) الشّعب: ما انفرج بين جبلين فهو شعب.
(٢) قلت: قال محمّد أبو شهبة- رحمه الله-: قد صارت هذه الدّار إلى محمّد بن يوسف الثّقفي، أخي الحجّاج. وذلك أنّ عقيل بن أبي طالب باع دور من هاجر من بني هاشم، ومنها هذه الدّار، وقد أدخلها محمّد ابن يوسف في داره الّتي يقال لها: البيضاء، ولم تزل كذلك حتّى حجّت الخيزران أمّ الرّشيد، فأفردت ذلك البيت وجعلته مسجدا، وقيل: إنّ الّتي بنته هي زبيدة زوجة الرّشيد حين حجّت. (السّيرة النّبويّة، ج ١/ ١٧٤- ١٧٥) .