للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقاية الله أغنت عن مضاعفة ... من الدّروع وعن عال من الأطم «١»

[مدّة إقامة النّبيّ صلى الله عليه وسلم في الغار]

وبعد الثّلاث جاءهم الدّليل «٢» بالرّاحلتين فارتحلوا، وأردف النّبيّ صلى الله عليه وسلم عامر بن فهيرة ليخدمهما، فأخذ بهم الدّليل طريق السّواحل.

[خروج النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى المدينة]

وفي «الصّحيحين» ، من حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنه، قال: فأسرينا ليلتنا كلّها، حتّى قام قائم الظّهيرة «٣» ، وخلا الطّريق فلا يمرّ فيه أحد، حتّى رفعت لنا صخرة «٤» طويلة لها ظلّ، لم تأت عليه الشّمس بعد، فنزلنا عندها، فأتيت الصّخرة وسوّيت بيدي مكانا ينام فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثمّ بسطت عليه فروة، ثمّ قلت: نم يا رسول الله، وأنا أنفض لك ما حولك «٥» ، فنام، وخرجت أنفض ما حوله- أي:

أستبرئه-، فإذا أنا براع مقبل بغنمه إلى الصّخرة، يريد منها الّذي أردناه، فلقيته، فقلت، لمن أنت يا غلام؟، فقال: لرجل من أهل المدينة- يعني: (مكّة) ، فهو صفة لا علم- فقلت: أفي غنمك لبن؟، قال: نعم، قلت: أفتحلب لي؟، قال: نعم،


(١) الأطم: الحصن.
(٢) قلت: وهو عبد الله بن أريقط، وكان على دين كفّار قريش، ولم يعرف له إسلام قطّ. وهذا يدلّ على مروءة العرب، ووفائهم وأمانتهم، وإلّا فقد كان يمكنه أن يدلّ المشركين عليهما، ويأخذ المكافأة.
(٣) قائم الظهيرة: نصف النّهار، وهو حال استواء الشّمس. سمّي قائما لأنّ الظّلّ لا يظهر فكأنّه واقف قائم. (أنصاريّ) .
(٤) رفعت لنا صخرة: ظهرت لأبصارنا، (أنصاريّ) .
(٥) أي: أحرسك وأنظر جميع ما في المكان.

<<  <   >  >>