على ليلة الإسراء بمدّة عشر سنين وأكثر، وسبق أنّ أختها رقيّة رضي الله عنها من مهاجرة (الحبشة) ، فلعلّ زينب وأمّ كلثوم كذلك، أو منعهنّ الحياء من الخروج. والله أعلم.
[إسلام أبي ذرّ الغفاريّ رضي الله عنه وقومه]
وفي «الصّحيحين» أيضا، أنّ أبا ذرّ الغفاريّ رضي الله عنه، قال لأخيه أنيس: اركب إلى هذا الرّجل الّذي يزعم أنّه نبيّ، يأتيه الخبر من السّماء، واسمع من قوله، ثمّ ائتني، فانطلق الأخ حتّى قدم (مكّة) ، وسمع من قول النّبيّ صلى الله عليه وسلم، ثمّ رجع، فقال لأبي ذرّ:
رأيته يأمر بمكارم الأخلاق، وكلاما ما هو بالشّعر، فقال:
ما شفيتني ممّا أردت، فتزوّد وحمل شنّة «١» له، فيها ماء حتّى قدم (مكّة) ، فأتى المسجد، فالتمس النّبيّ صلى الله عليه وسلم وهو لا يعرفه، وكره أن يسأل عنه، فلمّا أدركه اللّيل اضطجع في المسجد، فرآه عليّ فعرف أنّه غريب فأضافه، فتبعه ولم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء حتّى أصبح، ثمّ احتمل زاده وقربته إلى المسجد، وظلّ ذلك اليوم ولم يره النّبيّ صلى الله عليه وسلم حتّى أمسى، فعاد إلى مضجعه، فمرّ عليه عليّ فقال: أما آن للرّجل أن يعرف منزله؟ فأقامه فذهب به معه، لا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء، حتّى إذا كان يوم الثّالث [فعل] عليّ مثل ذلك، فأقامه عليّ معه، ثمّ قال له: ألا تحدّثني ما الّذي أقدمك؟ قال: إن أعطيتني عهدا وميثاقا لترشدنّني فعلت، ففعل، فأخبره. قال عليّ: فإنّه حقّ، وإنّه رسول الله، فإذا أصبحت فاتّبعني، فإنّي إن رأيت شيئا أخاف عليك قمت كأنّي/ أريق الماء، وإن مضيت فاتّبعني حتّى تدخل مدخلي ففعل، فانطلق يقفوه حتّى دخل على النّبيّ صلى الله عليه وسلم فدخل معه، وسمع من