فأعلمهم الله سبحانه وتعالى أنّ مبنى الدّين على الصّبر، وأنّ من تجرّد لإظهار دين الله استقبلته المحن في نفسه وماله وعرضه وأهله.
وإنّما أعلم المؤمنين بذلك أوّلا لتتوطّن نفوسهم عليه، وأعلمهم أنّ هذه سنّة الّذين خلوا من قبلهم/، ثمّ كانت لهم العاقبة، تعبوا قليلا ثمّ استراحوا طويلا، وبذلوا حقيرا فنالوا خطيرا: أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [سورة البقرة ٢/ ١٥٧] .
ومع شدّة حرصهم على أذاه، فقد كانت عين الله ترعاه.
وفي «الصّحيحين» ، أنّ أبا جهل، قال: لئن رأيت محمّدا يصلّي لأطأنّ [على] عنقه، فبلغ النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال:«لو فعل لأخذته الملائكة عضوا عضوا»«١» .
(١) أخرجه البخاريّ، برقم (٤٦٧٥) . عن ابن عبّاس رضي الله عنهما.