وكان سعد رضي الله عنه لمّا أصيب يوم (الخندق) دعا الله تعالى فقال: (اللهمّ فإن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقني لها، وإلّا فاجعله لي شهادة، ولا تمتني يا ربّ حتّى تقرّ عيني من بني قريظة) .
فلمّا انقضى شأنهم ورجع إلى خيمته بالمسجد، استجاب الله له دعوته، فانفجر جرحه، فمات فيها.
ولم يشعر أحد بموته حتّى نزل جبريل عليه السّلام فقال: من هذا الّذي فتحت لروحه أبواب السّماء، واهتزّ له عرش الرّحمن؟
- أي: طربا لقدومه- فقام النّبيّ صلى الله عليه وسلم مسرعا، فإذا سعد قد مات رضي الله عنه.
[زواج الرّسول صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش رضي الله عنها]
وفي السّنة الخامسة: بنى النّبيّ صلى الله عليه وسلم بأمّ المؤمنين زينب بنت جحش الأسديّة رضي الله عنها، وأمّها أميمة بنت عبد المطّلب؛ عمّة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن زوّجه الله إيّاها/، وكان لزواجها شأن جليل.
وذلك أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان خطبها أوّلا لمولاه زيد بن حارثة، فترفّعت عليه لشرف نسبها وجمالها، وساعدها أخوها عبد الله بن جحش، فأنزل الله عزّ وجلّ فيهما: وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِيناً [سورة الأحزاب ٣٣/ ٣٦] .