للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك صلى الله عليه وسلم بخيريّة خديجة في الدّين الّذي هو أفضل من حداثة السّنّ.

والله أعلم.

[بنيان الكعبة ومشاركة النّبيّ صلى الله عليه وسلم]

وفي السّنة الخامسة والثّلاثين: بنت قريش (الكعبة) وتقاسمتها أرباعا «١» ، فلمّا انتهوا إلى موضع الحجر الأسود، تنازعت القبائل أيّها يضعه موضعه، حتّى كادوا يقتتلون، ثمّ اتّفقوا على أن يحكّموا أوّل داخل عليهم من بني هاشم.

فكان صلى الله عليه وسلم هو أوّل داخل، فقالوا: هذا محمّد، هذا الصّادق الأمين، رضينا به، فحكّموه، فبسط صلى الله عليه وسلم رداءه ووضع الحجر فيه، وأمر أربعة من رؤساء القبائل الأربع، أن يأخذوا بأرباع الثّوب، فرفعوه إلى موضعه، فتناوله صلى الله عليه وسلم بيده المباركة، فوضعه في موضعه.

وفي «الصّحيحين» : أنّه صلى الله عليه وسلم حضرهم يوما في بناء الكعبة فذهب هو وعمّه العبّاس ينقلان الحجارة، فقال له العبّاس:

اجعل إزارك على عاتقك كما يفعلون، ففعل، فخرّ إلى الأرض مغشيّا عليه، وطمحت عيناه إلى السّماء، وقال: «أرني إزاري» ، فشدّه عليه «٢» .

[ترادف علامات النّبوّة عليه صلى الله عليه وسلم]

وفي الثّامنة والثّلاثين: ترادفت علامات نبوّته صلى الله عليه وسلم، وتحدّث بها الرّهبان والكهّان.


(١) قلت: فكان جانب الباب لبني عبد مناف وزهرة. وكان ما بين الرّكن الأسود واليمانيّ لبني مخزوم وقبائل من قريش انضمّوا إليهم. وكان ظهر الكعبة لبني جمح وسهم. وكان جانب الحجر لبني عبد الدّار ولبني أسد ابن عبد العزّى ولبني عديّ.
(٢) أخرجه البخاريّ: برقم (١٥٠٥) ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. طمحت: شخصت وارتفعت. أرني: أعطني.

<<  <   >  >>