للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فبات النّاس ليلتهم يخوضون أيّهم يعطاها.

قال عمر: ما أحببت الإمارة إلّا يومئذ.

[علي رضي الله عنه وباب الحصن]

فلمّا أصبحوا غدوا على النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وكلّهم يرجو أن يعطاها، فقال: «أين عليّ بن أبي طالب؟» ، قال الرّاوي: فإذا نحن بعليّ قد أقبل وما كنّا نرجوه، فقالوا: ها هو يشتكي عينيه، فدعاه وبصق في عينيه، فبرأ لوقته، حتّى كأن لم يكن به وجع، ثمّ أعطاه الرّاية «١» ، فتقدّم إلى الحصن، فأشرف عليه رجل من اليهود، فقال: من أنت؟، قال: أنا عليّ، قال: علوتم الآن وربّ موسى وهارون، فبرز له رئيسهم مرحب، فضرب ترس عليّ فطرحه، فتناول عليّ بابا كان عند الحصن فتترّس به، ثمّ ضرب رأس مرحب فقتله، ثمّ كان الفتح على يديه، ولم يزل الباب بيد عليّ رضي الله عنه إلى أن انقضى القتال، ثمّ طرحه «٢» .

قال أبو رافع [مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم] : فلقد رأيتني ثامن ثمانية نجهد أن نقلب ذلك الباب فلم نقلبه.

[مصالحة النّبيّ صلى الله عليه وسلم أهل خيبر]

فلمّا أيقن أهل الحصن بالهلكة، استسلموا، وسألوا من النّبيّ صلى الله عليه وسلم أن يحقن دماءهم، ففعل.

وسمع بهم أهل (فدك) / فأرسلوا إليه يطلبون منه ذلك، ففعله لهم.

فكانت (خيبر) غنيمة و (فدك) فيئا خالصة للنّبيّ صلى الله عليه وسلم، ممّا لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب.


(١) أخرجه البخاريّ (٢٨٤٧) . ومسلم (٢٤٠٧/ ٣٥) .
(٢) الخبر في دلائل النّبوّة، ج ٤/ ٢٠٩. وعيون الأثر، ج ٢/ ١٣٥.

<<  <   >  >>