للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال: «اذهبي فإنّا لم نأخذ من مائك شيئا- أي: لم ننقصه- ولكنّ الله سقانا» «١» .

وفي «الصّحيحين» ، عن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، قال: كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيش العسرة، فعطش النّاس عطشا شديدا، حتّى إنّ الرّجل منّا لينحر بعيره، فيعصر فرثه فيشربه، فرغب أبو بكر إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم في الدّعاء، فرفع يديه، فلم يرجعهما حتّى قالت السّماء، فانسكبت، فملؤوا ما معهم من الأسقية، ولم يجاوز المطر العسكر «٢» .

وفي «صحيح مسلم» عن جابر رضي الله عنه، قال: كنّا مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم في غزوة، فقال: «يا جابر ناد الوضوء» ، فلم يجدوا ماء إلّا قطرة في فم مزادة، فقال: «ائتني بجفنة الرّاكب» ، فأتيته بها، فوضع النّبيّ صلى الله عليه وسلم كفّه فيها، وصبّ عليه ذلك الماء، فقال:

«باسم الله» ، فرأيت الماء يفور من بين أصابعه، حتّى امتلأت الجفنة، واستدارت، فأمر النّاس بالاستقاء منها، فاستقوا، وأسقوا ركابهم، فرفع يده من الجفنة، وإنّها لملأى «٣» .


(١) أخرجه البخاريّ، برقم (٣٣٧) و (٣٣٧٨) . ومسلم برقم (٦٨٢/ ٣١٢) . المزادة: إناء من جلد كالرّاوية لها فم، تملأ ماء للشّرب، فالمزادة والرّاوية والقربة كلّها تصنع من الجلد، لكنّ بعضها أكبر من بعض، وأكبرها الرّاوية. العزلاء: مصبّ الماء من القربة ونحوها. أوكأ: ربط. أو شدّ بالوكاء، وهو ما يشدّ به رأس القربة ونحوها.
(٢) أخرجه البزّار في «المسند» ، ج ٦/ ١٩٥. فرثه: ما في كرشه. قالت السّماء: غيّمت وظهر فيها سحاب. الأسقية: مفردها: سقاء؛ وعاء من جلد يكون للماء واللّبن.
(٣) أخرجه مسلم، برقم (٣٠١٣) . الجفنة: الإناء للماء والطّعام.

<<  <   >  >>