للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحديث جابر أيضا المتّفق عليه، أنّه حين مات أبوه أبى غرماؤه أن يقبلوا ثمرة نخيله بدينه، فجاء النّبيّ صلى الله عليه وسلم وجلس على بيدر واحد منها، فكال لهم حتّى أوفاهم منه، وسلمت له منه بقيّة مع سائر البيادر «١» .

وحديث أبي أيّوب الأنصاريّ رضي الله عنه، أنّه صنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبي بكر عند قدومهما في الهجرة ما يكفيهما، فقال له النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «ادع ثلاثين من أشراف الأنصار» ، فدعاهم، فأكلوا حتّى تركوه، فقال: «ادع ستّين» ، فدعاهم، فأكلوا حتّى تركوه، فقال: «ادع سبعين» ، فدعاهم، فأكلوا حتّى تركوه، قال أبو أيّوب: فأكل من طعامي ثمانون ومئة رجل، وما خرج رجل منهم حتّى أسلم وبايع «٢» / متّفق عليه.

وحديث أنس أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم حين ابتنى بزينب رضي الله عنها، أمره أن يدعو له كلّ من لقي، حتّى امتلأ البيت، فقدّم إليهم مدّا من تمر، قد جعل حيسا، فجعل القوم يتغدّون ويخرجون، وبقي التّمر كما هو. متّفق عليه «٣» .

وحديث عبد الرّحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما، قال: كنّا


(١) أخرجه البخاريّ، برقم (٣٨٢٧) . الغريم: صاحب الدّين. قلت: والحديث وإن كان معجزة للنّبيّ صلى الله عليه وسلم فهو يدلّ على صدق المؤمنين مع فقرهم، ويدلّ على شدّة رحمته صلى الله عليه وسلم بهم ومواساته إيّاهم.
(٢) أخرجه الأصفهانيّ في «الدّلائل» ، ص ١٥٢- ١٥٣.
(٣) أخرجه البخاريّ، برقم (٢٧٣٦) . ومسلم برقم (١٣٦٥) . حيسا: تمر خلط بسمن أو دقيق. قلت: إنّ من المعروف أنّ هذه القصّة اتّفقت في بنائه صلى الله عليه وسلم بصفيّة، وفي «شرح مسلم» ، للخفاجيّ: أنّ الرّاوي أدخل قصّة في قصّة. وقال بعضهم: يحتمل أنّه اتّفق الشّيئان- يعني: الشّاة والحيس-.

<<  <   >  >>