للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢- أحال- رحمه الله- نصوص الكتاب على أصولها ما استطاع، وخرّج معظم الأحاديث فيه، وقام بإتمام الأخبار الّتي اختصرها المؤلّف، ذاكرا ذلك في الهامش، ممّا زاد في حجم الكتاب كثيرا- حتّى وصل إلى ثلاث مجلدات. بينما قمنا بإحالة نصوص الكتاب على مصادرها الأصليّة، وتخريج الأحاديث كلّها، وذلك بشكل مفيد ومختصر، فجاءت طبعتنا في مجلد واحد. وقد استفدنا من بعض تعليقاته فأثبتناها بالهامش وميّزناها ب (أنصاريّ) .

٣- ربّما وجدنا تناقضا لم يجمع عليه أهل السّير أثناء معارضة الكتاب على مصادره، فلم يعلّق- رحمه الله- عليها بشيء. بينما وجدنا من الأمانة العلميّة أن نشير إلى ذلك بالهامش.

٤- مرّ معنا- في أثناء الكتاب- بعض الرّوايات الواهية السّاقطة سندا ومتنا وعقلا ونقلا- كقصّة زواج النّبيّ صلى الله عليه وسلّم بزينب بنت جحش- والّتي وقعت في بعض كتب القصص والتّفسير والسّير، وقد تذرّع بها أعداء الإسلام في التّهجّم على الإسلام ونبيّه، ونسج المستشرقون والمبشّرون من هذه الرّواية وغيرها أثوابا من الكذب والخيال معتمدين بذلك على هذه الرّوايات المختلقة المدسوسة- عند أئمّة النّقد وعلماء الرواية- فلم يشر الأنصاريّ- رحمه الله- إلى ذلك مطلقا. فقمنا بالرّد على هؤلاء في الأماكن الّتي تتطلّب منّا ذلك.

٥- أجهد الأنصاريّ- رحمه الله- نفسه في صنع فهارس للكتاب- بلغت مجلّدا كاملا!! - ممّا زاد في حجمه وثمنه، ونرى أنّ مثل هذه الكتب لا تحتاج إلى هذه الفهارس الكثيرة. وقد أشار إلى ذلك العلامة المحقق (عبد الفتاح أبو غدة) - رحمه الله تعالى- حول عدم جدوى هذه الفهارس مقارنة بالوقت الذي تستهلكه «١» .


(١) قال العلّامة المحقّق (عبد الفتّاح أبو غدّة) - رحمه الله تعالى- في كتابه «الانتقاء فى فضل الأئمّة الثّلاثة الفقهاء» ، ص ٣٥٢؛ تحت عنوان (حول صنع الفهارس للكتب المطبوعة وذهاب الوقت الثمين بها) : جرت العادة في الأيّام الأخيرة أن يصنع للكتاب الكبير أو النّفيس الخطير فهارس عامّة، حتّى يسهل الاتصال بمعلوماته دون عناء طويل وتردّد كثير بين صفحاته للوصول إلى طلبة الباحث، وفي ذلك
نفع مشهود وضبط تامّ لأطراف المعلومات فتصاب لراغبها بأقصر الطّرق وأقل الوقت. ولكن هذا العمل فيه بذل جهد كبير، وتحمّل مشقّات كثيرة؛ فقد صار نوعا من أنواع التأليف، والإتقان فيه صعب وعر، ويحتاج إلى حبس النّفس عليه مدّة طويلة، ولذا يتردّد طالب العلم بين الإقدام عليه لتقريبه المطلوب بيسر وسهولة، والإحجام عنه لما يأكل من الذّهن والزّمن في معاناة ضبط الأسماء وتمييزها، وتصنيفها وعدم تعدّدها أو تداخلها سهوا وخطأ. وقد تردّدت كثيرا في صنع فهارس هذا الكتاب نظرا لما يذهب من الوقت في تأليف فهارسه وضبطها وإتقانها..، فقد أخذ منّي صنع هذه الفهارس وضبطها، ومقابلتها بالكتاب أكثر من ثلاثة أشهر مع بعض أعمال صغرى خفيفة، فتمنّيت لو كنت صرفت ذلك الزّمن في خدمة كتاب آخر، ولكن ما كلّ الأماني ترتضى! قال الأخ الفاضل الأستاذ المحقّق محمود الطّناحي، في كتابه النّفيس «مدخل إلى تاريخ نشر التراث» في ص ٧٤، بعد أن أشار إلى فضل الأستاذ الشيخ محمّد محيي الدّين عبد الحميد- رحمه الله تعالى- فيما نشره وحقّقه من الكتب، وبعد ذكره ما انتقد على الشّيخ في إغفاله صنع الفهارس لكتبه النّضرة الميسّرة،

<<  <   >  >>