للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكانت بنو قريظة معاهدين له صلى الله عليه وسلم فنقضت العهد في مدّة الحصار، وأعانوا المشركين.

فلمّا هزم الله الأحزاب وانقضى الحصار، جاء جبريل عليه الصّلاة والسّلام إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم وقت القيلولة «١» ، فأمره بالخروج إليهم، فخرج صلى الله عليه وسلم فحاصرهم.

فأرسلوا إلى أبي لبابة رضي الله عنه يستشيرونه، فكان من أمره رضي الله عنه ما كان، فلمّا اشتدّ بهم الحصار نزلوا على حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه، وكانوا حلفاءه، وكان قد أصيب بسهم يوم (الخندق) ، فحكم فيهم بقتل رجالهم وسبي نسائهم وذراريّهم وقسمة أموالهم، فقال صلى الله عليه وسلم: «لقد وافقت حكم الله تعالى» «٢» ثم مات رضي الله عنه، فاهتزّ العرش لموته رضي الله عنه فرحا بقدوم روحه.

وفي السّنة الخامسة: زوّجه الله تعالى زينب بنت جحش أمّ المؤمنين رضي الله عنها، كما نطق به القرآن: وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ الآيات [سورة الأحزاب ٣٣/ ٣٧] .

وفيها: -[أي: السّنة السّادسة]- خرج صلى الله عليه وسلم معتمرا في ذي القعدة، فصدّته قريش عن البيت، فوقعت بيعة الرّضوان. ثمّ صلح الحديبية عشر سنين، وفيه:

أنّه لا يأتيه أحد مسلما إلّا ردّه إليهم.


(١) القيلولة: الاستراحة نصف النّهار، وإن لم يكن معها نوم. (النّهاية، ج ٤/ ١٣٣) .
(٢) أخرجه البخاريّ، برقم (٣٨٩٥) ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. بنحوه.

<<  <   >  >>