للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنهم: عبد الله بن حذافة السّهميّ، بعثه بكتابه إلى كسرى فمزّقه، فدعا عليهم أن يمزّقوا كلّ ممزّق «١» .

ومنهم: دحية بن خليفة الكلبيّ رضي الله عنه، بعثه بكتابه إلى قيصر [ملك الرّوم] ، فوجد عنده أبا سفيان، فاستدعاه قيصر، فسأله عن صفات النّبيّ صلى الله عليه وسلم وشرائع دينه، فأخبره أبو سفيان بها، فاعترف قيصر بنبوّته صلى الله عليه وسلم، ولم يوفّق للإسلام، لعدم مساعدة جنوده له مع شقاوته، فوقع الإسلام من يومئذ في قلب أبي سفيان.

وفي السّنة السّادسة «٢» في المحرّم منها: افتتح النّبيّ صلى الله عليه وسلم (خيبر) بعد أن حاصرهم سبع عشرة ليلة، ثمّ قسم أموالهم نصفين، نصفا لنوائبه «٣» ونصفا بين المسلمين «٤» .

وقدم عليه جعفر فيمن بقي من مهاجرة (الحبشة) رضي الله عنهم، فأسهم لهم.

وأهدت إليه اليهوديّة «٥» الشّاة المصليّة- أي: المشويّة- المسمومة، فأخبره الذّراع بذلك.

واصطفى صلى الله عليه وسلم من سبايا (خيبر) أمّ المؤمنين صفيّة بنت حييّ


(١) أخرجه البخاريّ، برقم (٦٤) ، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما.
(٢) قلت: ترجّح أنّها في السّنة السّابعة. والله أعلم.
(٣) نوائبه: جمع نائبة؛ وهي ما ينوب الإنسان، أي: ما ينزل به من المهمّات والحوادث.
(٤) أخرج البخاريّ، برقم (٢٣٦٦) ، عن عبد الله رضي الله عنه قال: أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر اليهود، أن يعملوها ويزرعوها، ولهم شطر ما يخرج منها.
(٥) وهي: زينب بنت الحارث، امرأة سلّام بن مشكم، وابنة أخي مرحب. (أنصاريّ) .

<<  <   >  >>