للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الأول: تعريف الرخص الشرعية]

الرخص في اللغة جمع رخصة، وتدل على التخفيف والتيسير واللين وخلاف الشدة، قال ابن فارس (١): "الراء والخاء والصاد أصل يدل على لين وخلاف شدة" (٢)، وقال ابن منظور (٣): "والرخصة: ترخيص الله للعبد في أشياء خففها عنه" (٤).

أما الرخصة في الاصطلاح فلها عدة تعريفات؛ فقد عرفها البزدوي الحنفي (٥): بـ"ما يستباح بعذر مع قيام المحرم" (٦)، وانتُقد هذا التعريف بأنه غير جامع؛ لعدم شموله الرخصة الثابتة على خلاف دليل الندب (٧)، وبأنه متناقض؛ لأن الذي أبيح لا يكون حرامًا (٨).


(١) هو أحمد بن فارس بن زكريا القزويني أبو الحسين، العلامة اللغوي، من أئمة اللغة والأدب، ولد سنة ٣٢٩ هـ، أصله من قزوين وأقام بهمذان وانتقل إلى الري، له تصانيف من أشهرها: " المجمل"، و "معجم مقاييس اللغة"، توفي بالري سنة ٣٩٥ هـ. انظر: سير أعلام النبلاء، للذهبي ١٣/ ١٠٣، الأعلام، للزركلي ١/ ١٩٣.
(٢) معجم مقاييس اللغة، لابن فارس ٢/ ٥٠٠.
(٣) هو محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الأفريقى، الإمام اللغوي الحجة، ولد بمصر سنة ٦٣٠، وخدم في ديوان الإنشاء بالقاهرة، ثم ولي القضاء في طرابلس، وعاد إلى مصر، ترك بخطه نحو خمسمائة مجلد، من أشهر مؤلفاته: "لسان العرب"، توفى بمصر سنة ٧١١ هـ. انظر: بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، للسيوطي ١/ ٢٤٨، الأعلام للزركلي ٧/ ١٠٨.
(٤) لسان العرب، لابن منظور ٧/ ٤٠.
(٥) هو علي بن محمد بن الحسين، أبو الحسن البزدوي، ولد سنة ٤٠٠ هـ، وكان إمام الحنفية بما وراء النهر، ومن أبرز مؤلفاته: " المبسوط"، و"كنز الأصول إلى معرفة الأصول" المعروف بأصول البزدوي، وهو من أفضل ما كتب في الأصول، توفي سنة ٤٨٢ هـ. انظر: سير أعلام النبلاء، للذهبي ١٨/ ٦٠٢، الجواهر المضية، للقرشي ١/ ٣٧٢.
(٦) التقرير لأصول فخر الإسلام البزدوي، للبابرتي ٣/ ٤٦٧.
(٧) انظر: نهاية السول شرح منهاج الأصول، للإسنوي ١/ ٣٤.
(٨) انظر: المستصفى، للغزالي ١/ ٧٩، الإحكام في أصول الأحكام، للآمدي ١/ ١٣٢.

<<  <   >  >>