للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما أمر به، يقول الشاطبي (١): "إن الآخذ بالمشروع من حيث لم يقصد به الشارع ذلك القصد آخذ في غير مشروع حقيقة؛ لأن الشارع إنما شرعه لأمر معلوم بالفرض، فإذا أخذ بالقصد إلى غير ذلك الأمر المعلوم؛ فلم يأت بذلك المشروع أصلا، وإذا لم يأت به ناقض الشارع في ذلك الأخذ، من حيث صار كالفاعل لغير ما أمر به والتارك لما أمر به" (٢).

وفي الهندسة المالية الإسلامية تحقيق مقاصد شرعية، وفي فهمها إعانة للمسلم على أداء المشروع في المال كما شرع الله تعالى، ومن المقاصد الشرعية التي تحققها الهندسة المالية الإسلامية:

١ - أنها تحقق مصالح للناس.

٢ - أنها ترفع الحرج عن الناس. وسأفرد كل مقصد من هذه المقاصد بمطلب.

[المطلب الأول: تحقيق المصلحة في الهندسة المالية الإسلامية.]

من مقاصد الشريعة تحقيق المصلحة للمكلف، فمبنى الشريعة على تحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها (٣)، يقول العز بن عبدالسلام (٤): "من مارس الشريعة


(١) هو إبراهيم بن موسى بن محمد، أبو إسحاق، الشهير بالشاطبي المالكي، كان إمامًا محققًا أصوليًا فقيهًا بارعًا في العلوم، من تصانيفه: "الموافقات"، و" الاعتصام "، توفي سنة ٧٩٠ هـ. انظر: تذكرة المحسنين بوفيات الأعيان وحوادث السنين، للفاسي ٢/ ٧٠٣، شجرة النور الزكية، لمحمد مخلوف، ص ٢٣١.
(٢) الموافقات، للشاطبي ٣/ ٣٠.
(٣) مجموع الفتاوى، لابن تيمية ١٠/ ٥١٢.
(٤) هو عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن حسن السلمي الملقب بسلطان العلماء، ولد سنة ٥٧٧ هـ، برع في المذهب الشافعي، وجمع بين فنون العلم من التفسير والحديث والفقه والأصول والعربية، ومن تصانيفه: "القواعد الكبرى"، و"الفوائد في اختصار المقاصد (القواعد الصغرى) "، توفي سنة ٦٦٠ هـ. انظر: طبقات الشافعية الكبرى، للسبكي ٨/ ٢٠٩، طبقات الشافعية، لابن قاضي شهبة ٢/ ١٠٩.

<<  <   >  >>