للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ولاية العباس بن الفضل جزيرة صقلية]

لما توفي صاحب صقلية أبو الأغلب إبراهيم بن عبد الله الأغلب، قدم أهلها على أنفسهم العباس بن الفضل هذا، وكتبوا إلى محمد بن الأغلب بن خبر. فأقر العباس، وكتب إليه بعهده بولاية صقلية. فجاهد كثيرا، وغزا طويلا. وكان له في الروم مواقف أذلهم بها.

وفي سنة ٢٣٧ ولي حبيب بن نصر التميمي المظالم بالقيروان بتقديم القاضي سحنون إياه عليها. وفي أغزى العباس بصقلية أرض الروم، فغنم غنائم عظيمة، وسبى سبيا كثيرا وأداخ بلاده.

وفي سنة ٢٣٨ أغزى العباس بن الفضل صاحب صقلية الروم فقتل الله المشركين. وبعث العباس برؤوسهم إلى مدينة بالرم، وقام ينتسف زروعهم، ويطأ أرضهم، ويسبى من ظفر بهم منهم. ثم قفل إلى صقلية.

وفي سنة ٢٣٩ كان الجهاد بصقلية في غزوة العباس بن الفضل في الصائفة فأفسد زروع النصارى، وبث السرايا في كل موضع، وغنم وقصر يانة وقطانية وسرقوسة وغيرها، وحاصر مدينة بنيرة ستة أشهر حتى صالحوه على ستة آلاف رأس قيضها منهم. وقفل إلى حضرة بلرم، وفتح مدينة سبرينة.

وفي سنة ٢٤٠، توفي الفقيه سحنون - رحمه الله - وفيها كان الجهاد أيضا بصقلية: غزا العباس بن الفضل صاحبها بلاد الروم فسبى ونكى وخرب وانتسف وبث السرايا، فغنموا غنائم عظيمة.

وفي سنة ٢٤١، غزا العباس بن الفضل أيضا الروم بصقلية، فأفسد زروعهم وبث السرايا في أراضيهم، فغنمت غنائم كثيرة. وأقام في جبل مانع ثلاثة أشهر يضرب كل يوم حول يلنة فيقتل ويصيب، وتتوجه سراياه

<<  <  ج: ص:  >  >>