وفي سنة ٤٨٠، كسفت الشمس كسوفا كليا. وجرى فيها ما جرى من نزول الروم على المهدية في ثلاثمائة مركبا حربية، على ظهورها ثلاثون ألف مقاتل.
[ذكر دخول النصارى مدينة المهدية]
وسبب ذلك، مع قدر الله تعالى غيبة عسكر سلطانها عنها ومفاجأة الروم قبل استقدامه إليها وأخذ الأهبة للقائهم، وخلوا كافة الناس من الأسلحة والعدد وقصر الأسوار وتهدمها. وتكذيب تميم بخبرهم وسوء تدبير عبد الله بن منكور متولي أمور الدولة في قصده مخالفة قائد الأسطول في الخروج إليهم للقائهم في الماء ومنعهم من النزول في البر. فكا كل ذلك سبب تغلبهم على المدينتين المهدية وزويلة، ونهبهم أياهما، وقتلهم الناس فيهما، وإحراقهم بالنار ما هو مشهور بالمهدية إلى الآن. وقد استوعب ذلك ابو الحسن الحداد في قصيدته التي أولها (منسرح) .
أنى يلم الخيال أو يقف ... وبين أجفان ثوى الدنف
غزا حمانا العدو في عدد ... هما الدما كثرة أو اللّعف
عشرون ألفا ائتلفوا ... من كل أوب وليت ما اتلفوا
جاءوا على غرة إلى نفر ... قد جهلوا في الحروب ما عرفوا
وهي طويلة.
وفي سنة ٤٨١، مات الناصر بن علناي بن حناد الصنهاجي، وولي ابنه المنصور.
وفي سنة ٤٨٢، عزا مالك بن علوي مدينة سوسة، ودخلها في طائفة من أصحابه، ولم يتمكن له شيء من مراده فيها فخرج منها منهزما، وقتل جماعة من رجاله وأسر بعضهم.