وفي سنة ١٣١، أمحلت الأندلس، وعم المحل، وتمادى إلى سنة ١٣٨ وذلك سنة محل وسنة غيث. وأتصل المحل الشديد سنة أو اثنتين؛ ثم سقى الناس سنة ١٣٣، وعادت إلى بعض الصلاح.
وفي سنة ١٣٣، ثار أهل جليقية، وترددت الغارات عليها. ثم استحكم الجوع والقحط في سنة أربع وثلاثين وسنة خمس وبعض سنة ١٣٦؛ فخرج أكثر الناس إلى طنجة وزويلة وريف البحر في العدوة؛ وكانت إجازتهم من وادي شذونة، وهو المعروف بوادي برباط؛ وبه سميت السنة.
[تسمية من ثار على يوسف بن عبد الرحمن الفهري بالأندلس]
منهم: عبد الرحمن بن علقمة اللخمي، ثار عليه بأربونة؛ فحاربة، ولم يمكث في حربه إلا يسيرا حتى أمكنه الله منه وثار عليه عروة بباجة؛ فوجه إليه يوسف من هزمه وقتل أصحابه. وثار عليه تميم بن معبد سنة ١٣٦. وفي سنة ١٣٧، اجتمع تميم بن معبد وعامر بن عمرو بن وهب بسرقسطة؛ فتولى محاربتهما الصميل بن حاتم. وفي سنة ١٣٨، خرج يوسف بنفسه إلى تميم بن معبد وعامر ابن عمرو بسرقسطة؛ فحاصرهما؛ ثم ظفر بهما وقتلهما. وفي هذه السنة، انقضت أيام يوسف بن عبد الرحمن الفهري.
[جامع أخبار بني أمية بالمشرق]
وذلك أن جميع خلفائهم من لدن معاوية إلى آخرهم أربعة عشر رجلا. وكانت مدة دولتهم، منذ خلص الأمر إلى معاوية إلى أن قتل مروان بن محمد، إحدى وتسعين سنة، وتسعة أشهر، وخمسة أيام، منها أيام ابن الزبير تسع سنين واثنان وعشرون يوما. ثم تفرقت بنو أمية في البلاد هربا بأنفسهم. وهرب