فلم يزل قاهرا لهم غالبا عليهم قاتلا لجنودهم حتى لم يبقى لهم من بلاد إفريقية إلا اليسير.
ولما رأى أبو يزيد أنه استولى على الأمر أو كاد وأن الشيعي قد كاد يبيد أو باد قال لجنوده (إذا التقيتم مع القوم فانكشفوا عن أهل القيروان حتى يتمكن أعدائهم من قتلهم فيكون هم الذين قتلوه لا نحن! فيستريح منهم!) أراد أن يتبرأ من معرة قتلهم عند الناس، وأراد الراحة منهم لأنه فما ظن إذا قتل شيوخ القيروان وأئمة الدين، تمكن من أتباعهم فيدعوهم إلى ما شاء فيتبعونه. فقتل من صلحاء القيروان وفقهائهم من أراد الله بسعادته وشهادته وسقط في أيدي الناس وقالوا:(قتل أولياء الله شهداء) ففارقوه، واشتد بغضهم له أعني لأبي يزيد. وما أبو القاسم الشيعي محصورا.
وفي سنة ٣٣٣، قتل أبو يزيد ميسرة الفتى قاد أبو القاسم الشيعي وكان بين أبي القاسم وأبي يزيد حروب كثيرة وفيها كانت الواقعة المشهورة بينهما في وادي الملح قتل فيها من أصحاب أبو القاسم عددا لا يحصى.
وفي سنة ٣٣٤ توفي أبو القاسم بن عبيد الله الشيعي القائم بأمر الله وذلك يوم الأحد لثلاث عشرة خلت من شوال من السنة المذكورة فكانت مدته اثنتا عشرة سنة.
[ولاية إسماعيل بن أبي القاسم عبيد الله الشيعي]
كنيته: أبو الطاهر. لقبه: المنصور. وكان والده ولاه عهده في رمضان ودعا على المنبر بإفريقية. وكان موالده بالمهدية سنة ٣٠٢ وولى وسنة اثنان وثلاثون سنة. وكان فصيحا بليغا.