يقوم بأمرهم حتى يأتيهم أمر الخليفة فتراضوا بالمغيرة بن أبي بردة وكان شجاعاً كبيراً فقال له ابنه عبد الله:(إن يزيد ابن أبي مسلم قتل بحضرتك فإن قمت بهذا الأمر اتهمت بقتله ولكن الرأي أن نتراضى لمحمد ابن أوس الأنصاري) وكان غازياً بصقلية فلم يلبث يسيراً حتى قدم بغنائم قد أصابها فقلدوه أمر الخليفة فكتب إلى يزيد بن عبد الملك يخبره بما حدث من الأمر فاستعمل على أفريقية بشر بن صفوان.
[ولاية بشر بن صفوان أفريقية]
هو بشر بن صفوان بن توبل بن بشر بن حنظلة بن علقمة بن شراحبل ابن عزيز ابن خالد ولي أفريقية سنة ١٠٣ فاستصفى بقايا آل موسى بن نصير ووفد بعد ذلك إلى يزيد ابن عبد الملك فألفاه قد هلك. وفي سنة ١٠٥ هلك يزيد بن عبد الملك في ربيع الأول وولى هشام بن عبد الملك فرد بشر بن صفوان إلى أفريقية فلما قدمها ولي على الأندلس عنبسة بن سحيم الكلبي ثم أن بشر بن صفوان غزا بنفسه صقلية فأصاب بها سبياً كثيرا وقفل إلى القيروان فلما حضرته الوفاة قالت جاريته:(وا شماتة الأعداء) فقال لها: (قولي للأعداء لا يموت) واستخلف العباس بن باضعة الكلبي. وفي سنة ١٠٧ ولي بشر بن صفوان على الأندلس يحي بن سلمة الكلبي فقدمها في شوال وفي هذه السنة اختلط أمر ولاة مصر اختلاطا كثيراً وفي سنة ١٠٩ توفي بشر بن صفوان والى أفريقية بمدينة القيروان فكانت ولايته سبع سنين وبقى نائبه على القيروان حتى وصل وال من قبل الخليفة هشام بن عبد الملك.