ثم ولّي يزيد بن أبي مسلم عامل إفريقية على الأندلس عنبسة بن سحيم هذا؛ فدخلها في شهر صفر. فلما قُتل يزيد بن أبي مسلم، كان على إفريقية محمد بن يزيد، مولى الأنصار، على ما ذكره الطَّبري، بتقديم أهل إفريقية، وإقرار يزيد بن عبد الملك إياه.
وفي سنة ١٠٣، كان العامل على إفريقية من قبل يزيد بن عبد الملك بشر بن صفوان، أخو حنظلة؛ فأقر عنبسة على الأندلس؛ فكانت ولاية عنبسة كلها أربع سنين وثمانية أشهر؛ وقيل غير ذلك.
وفي سنة ١٠٥، خرج عنبسة غازيا للروم بالأندلس، وأهلها يومئذ خيار، فضلاء، أهل نية في الجهاد وحسبة في الثواب؛ فالح على الروم في القتال والحصار، حتى صالحوه. وتوفي عنبسة في شعبان سنة ١٠٧؛ فكانت ولايته كما ذكرنا.
[ولاية يحيى بن سلمة الكلبي]
وذلك أنه، لما توفي عنبسة، قدم أهل الأندلس على أنفسهم رجلا من العرب، يقال له عذرة، إلى أن ورد بعد شهرين يحيى بن سلمة الكلبي واليا من عند أمير المؤمنين هشام بن عبد الملك، في آخر سنة ١٠٩؛ فكانت ولايته سنتين وستة أشهر.
ومات بشر بن صفوان بإفريقية؛ فولى هشام بن عبد الملك مكانه عبيدة ابن أبي الأعور السلميَّ.
[ولاية حذيفة بن الأحوص]
ثم ولي الأندلس حذيفة بن الأحوص الأشجعي؛ وقيل: القيسي؛ ولاه عليها عبيدة بن عبد الرحمن السلمي عامل إفريقية من قبل هشام بن عبد الملك، في سنة ١١٠؛ فكانت ولايته ستة أشهر.