مبتدأ ضرب السكك بأسماء بني عبيد الله ورسيمها في الرايات والطرز سنة ٢٩٦، إلى أن قطعها المعز المذكور سنة ٤٤١ المذكورة، وذلك مائة سنة وخمسة وأربعين سنة.
وفي شوال من هذه السنة نادى مناد بأمر السلطان أبي تميم: إنه من تصرف بمال عليه أسماء بني عبيد نالته العقوبة الشديدة، فضاقت الحال بالفقراء والضعفاء وغلت الأسعار بالقيروان وكان الدبنا القديم بأربعة دنانير ودرهمين، وكان صرف الدينار الجديد خمسة وثلاثين درهما. وفي هذه السنة، نكب القائد عباد بن مروان الملقب بسيف الملك، وكان من الخاصة، ودفع إلى أعدائه، وأمر باستخراج أمواله، والقبض على جميع من استعمله في أعماله، وبعد ذلك، ألقي في سرداب مظلم حتى مات فيه، وفيها، وردت الأخبار بالقيروان بموت القائد حماد بقلعته، فقال ابن شرف من قصيدة (خفيف) .
لا جنود إلا جنود السعيد ... مغنيات عن عدة وعديد
وفي سنة ٤٤٢، اصطلح أهل القيروان وأهل سوسة، وقد كانت جرت بينهم وحشة، فصنع القيروانيون للسوسيين دعوات غسلت فيها الأيدي بماء الورد ومسحت بمناديل الشرب. وفي هذه السنة، ولي الأمير أبو تميم ولده أبا الظاهر بن المعز عهده.
[ذكر ولاية العهد لتميم بن المعز بن باديس]
قال ابن شرف: وخطب الخطيب يوم الجمعة على جامع القيروان، فدعا للسلطان المعز بن باديس ولولده أبي الطاهر ولى عهده ثم قال: اللهم! أصلح عبدك ووليك أبا الطاهر تميم بن المعز الطاهر من كفر معد بن الظاهر! يعني صاحب مصر وفيها، كان خروج الفقيه الزاهد الواعظ أبي عبد الله بن عبد الصمد من القيروان في شهر رجب، ووكلوا به رجالا وتوجهوا معه إلى