فيقال:(يزيد بن حاتم يا فلان) ثم أمر أن يباح للناس، وخرج أيضا يوما في طريقه من القيروان متنزها. فنظر إلى غنم كثيرة كانت لابنه فزجره عليها وأمر بذبحها وأن تباح للناس، فانتهبوها وأكلوها، وجعلوا جلودها في كدية، فهي تعرف من ذلك الوقت بكدية الجلود. وكانت وفاته في رمضان من سنة ١٧١ فكانت ولايته خمسة عشر سنة وثلاثة أشهر في بعض خلافة المنصور وخلافة المهدي كلها وبعض خلافة هارون الرشيد.
[ولاية داود بن يزيد بن حاتم أفريقية]
استخلفه أبوه في مرضه فأقام واليا بأفريقية تسعة أشهر ونصفاً، يحارب أمراء قبائل البربر محاربة عظيمة، وكان بينه وبينهم مواقف كثيرة في جبال باجة وغيرها. وقال عليه نصير بن صالح الأياضي فخرج إليه المهلب ين يزيد فهزموه وقتلوا من أصحابه جماعة. فوجه إليهم داود سليما بن يزيد في عشرة آلاف فهرب البربر أمامهم فتبعهم، وقتل منهم أكثر من عشرة آلاف وأقام داود على أفريقية إلى أن قدم عليه عمه روح بن حاتم أميرا على المغرب.
[ذكر ابتداء الدولة الهاشمية بالبلاد الغربية]
وهم الأدارسة - رحمهم الله -
اتفق جماعة المؤرخين إن دخول إدريس بن عبد الله - رضي الله عنه - إلى المغرب كان في سنة ١٧٠، وهو إدريس بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي - رضي الله عنه - وكان دخوله في إمارة يزيد بن حاتم أفريقية وإمارة هشام بن عبد الرحمن لداخل بقرطبة، وأول ظهور بني مدرار بسلجمانة. وكان نزوله بوادي الزيتون، بموضع يعرف بمدينة البلد وكان وصوله مع مولاه راشد.