الأشعث من القيروان من غير قتال. فكان خروج ابن الأشعث من القيروان في ربيع الأول سنة ١٤٨. فكانت ولايته بها ثلاثة أعوام وعشرة أشهر، في خلافة أبي جعفر المنصور.
وفي سنة ١٤٥، اشتغل ابن الأشعث بناء سور القيروان. وأخصبت بلاد أفريقية وكان قد بعث إلى زويلة وودان، فافتتحهما وقتل من بهما من الأباضية وقتل عبد اله بن حيان الأباضي، وكان رأس أهل زويلة. وسكّن ابن الأشعث أحوال أهل أفريقية في هذه السنة. فلم تكن بها حركة له وفي سنة ١٤٦، استتم ابن الأشعث بناء سور مدينة القيروان. وفيها أيضا استم المنصور بناء بغداد ولازم العمل فيها، وانتقل إلى سكناها في شهر صفر من هذه السنة.
وفي سنة ١٤٧، كان الأمير على مصر يزيد بن حاتم، وعلى أفريقية محمد ابن الأشعث الخزاعي، وليس هو محمد ابن الأشعث الكندي ابن أخت عائشة.
وفي سنة ١٤٨، ثار الجند على محمد ابن الأشعث بأفريقية وسألوه الخروج عنهم. فخرج في ربيع كما تقدم ذكره. ثم اتفق الجند على تولية عيسى بن موسى الخراساني.
[ثورة عيسى بن موسى بالقيروان وببعض بلاد أفريقية]
فتغلب عليها بعض العرب والجند من غير عهد من المنصور، ولا رضى منه، ولا تراض من العامة، وذلك في شهر ربيع آخر من عام ١٤٨ المذكور. فكانت مدته ثلاثة أشهر.