ابن باديس بن المنصور القائم لدينك، والناصر لسنة نبيك، والرافع للواء أوليائك، يقول مصدقا لكتابك، وتابعا لأمرك، مدافعا لمن غير الدين وسلك غير سبيل الراشدين المؤمنين: يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون:! هكذا ذكر بإسقاط (قل) وآخرها. قال: وأمر أمير أبو تميم المعز بن باديس للخطيب أن يسبهم على منبر القيروان بأشنع من هذا السب. فلما كان في الجمعة الأخرى أبلغ في ذلك بما فيه شفاء لنفوس المؤمنين.
وفي سنة ٤٤١، تحرك الأمير أبو تميم إلى بلاد المغرب الأقصى، وترك ولده أبا الطاهر نميم بن المعز على حضرة القيروان بالمنصورية، وفيها بنيت المصلى بالمنصورية. وفيها، ضرب الدينار المسمى بالتجاري. وفيها، ركب المعز بن باديس المذكور في أحفل جمع وأحسن زي، وخرج إلى ظاهر مدينة القيروان، وأخرجت السباع بين يديه فأفلت منها سبع فانهزم الناي أمامه ووقع بعضهم فوق بعض، فمات نحو المائتين، ووثب السبع على رجل من كتاب باب الغنم يدعى بالكرامي، فقتله.
[ذكر تبديل السكة عن أسماء بني عبيد]
قال ابن شرف: وفي هذه السنة، أمر المعز ين باديس بتبديل السكة في شهر شعبان، فنقش على الأزواج في الوجه الواحد: ومن يتبع غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين. وفي الوجه الثاني: لا إله إلا الله محمد رسول الله. وضرب منها دنانير كثيرة. وأمر أيضا بسك ما كان عنده من الدنانير التي عليها أسماء بني عبيد، فسبكت وكانت أموالا عظيمة. ثم بث في الناس قطع سكتهم. وزوال أسمائهم مكن جميع الدنانير والدراهم بسائر عمله. وقد كان قطع أسمائهم من الرايات والبنود. وكان