وفيها مات في تونس أبو حبيب نصر الرومي وله سماع من ابن عبد الله الحكم من أهل الحفظ للمسائل.
وفي سنة ٣٢١ سجلماسة أبو المنصور بن معتز بن محمد وهو ابن ثلاثة عشر سنة فمكث في ولايته شهرين وقام عليه ابن عمه محمد ابن الفتح المسمى بالأمين فحاربه وتغلب وتغلب عليه وأخرجه من سجلماسة وتملكها وكان سنيا يظهر العدل إلا أنه تسمى بأمير المؤمنين وتلقب بالشاكر لله وضرب بذلك الدنانير والدراهم وذلك ٣٤٢ فمكث كذلك إلى أن قربت منه عساكر أبي تميم معد العبيدي.
[ذكر من ولي سجلماسة من حين فتحها الشيعي]
ولى الشيعي المزاني المتقدم ذكره في سنة ٢٩٨ فقتله أهل سجلماسة بعد إقامته خمسين يوما ووليها أبو الفتح بن الأمين سنتين وأشهرا. ثم ووليها أحمد بن الأمين سنة ٣٠٠ وبقي بها إلى أن حاصره مصالة بن حبوس وافتتحها عنوة وقتله في محرم سنة ٣٠٩ وولي مصالة على سجلماسة المعتز ابن محمد من بني مدرار وبقي بها إلى سنة ٣٢١ المورخة وتوفي. فوليها أبو المنصور المذكور.
وفي سنة ٣٢٢ توفي عبيد الله المهدي ليلة الثلاثاء من ربيع الأول فكانت مدته أربعا وعشرين سنة وعشرة أشهر ونصفا. وكان وصوله إلى مصر في زي التجار سنة ٢٨٩. وظهر بسجلماسة في ذي الحجة سنة ٢٩٦ وسلم عليه بالأمانة. وأنفصل إلى رقادة في ربيع الآخر من سنة ٢٩٧. وبنى المهدية وأستقر بها سنة ٣٠٨. ولما أنتقل إلى المهدية دخل رقادة الوهن وأنتقل عنها ساكنوها، فلم تزل تخرب شيئا بعد شيء إلى أن ولى معد بن إسماعيل فخرب ما بقى منها.