للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وظهور عبد المجيد، وما كان من الأسقف من النفر، والأمر بعبادة عبد المجيد وقتله ثم استيلاء حسين بن عبد المجيد، والقيام عليه إلى أن قتل نفسه بسم، ورجوع عبد المجيد إلى الولاية.

رجع الخبر، وفي سنة ٤٤٣ وردت الأخبار أن محمد بن جعفر الكومي ولي القضاء بمصر ولقب قاضي القضاة وداعي الدعاة. قال ابن شرف: فنعوذ بالله من سوء العاقبة! لأن قاضي القوم منهم وعلى مذهبهم يعني الشيعة وفيها وصلت إلى القيروان مكاتبة من الأمير جبارة بن مختار العربي من برقة بالسمع والطاعة للمغز بن باديس، وأخبره أنه وأهل برقة قد أحرقوا المنابر التي كان يدعى عليها للعبيدية، وأحرقوا راياتهم وتبرؤوا منهم ولعنوهم على منابرهم ودعوا للقائم بأمر الله العباسي.

وفي هذه السنة كان أول الفتنة بأفريقية.

[ذكر طرف الفتنة العظيمة ودمار القيروان]

قال ابن شرف: لما آل الأمر إلى التصريح بلعنة بني عبيد على المنابر وأمر المعز بن باديس بقتل أشياعهم، أباح بنو عبيد للعرب مجاز النيل وكان قبل ذلك ممنوعا، لا يجوزه أحد من العرب. ثم أمر لكل جائز منم بدينار، فجاز منهم خلق عظيم، من غير أن يأمرهم بشيء لعلمهم أنهم لا يحتاجون لوصية. فجازوا أفواجا، ولقاموا بناحية برقة. ومضت الأيام على ذلك مدة. ثم قدموا منهم مونس بن يحيى الرياحي على المعز. وكان المعز كارها لإخوانه صنهاجة، محبا للاستبدال بهم حاقدا عليهم ولم يكن يظهر ذلك لهم. فلطف عنده محل مونس هذا، وكان سيدا في قومه، شجاعا، عاقلا، فشاوره المعز في اتخاذ بني عمه رياح جندا فأشار عليه بأن لا يفعل ذلك وعرفه بقلة اجتماع القوم على الكلمة وعدم انقيادهم إلى الطاعة، فألح عليه في ذلك، إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>