وفي سنة ١٧١، توفي أمير أفريقيا يزيد بن حاتم، وكان خاصا بأبي جعفر المنصور، وتولى ولايات كثيرة قبل قدومه المغرب ك منها أرمينية، والسند، ومصر، وأذربيجان، وغير ذلك، وكانت ولايته مصر سنة ١٤٤ إلى سنة ١٥٣ وكان حسن السيرة بأفريقية، امتدحه كثير من فحول الشعراء، فأجزل لهم العطاء.
قال الزبير بن بكار عمن حدثه من الشعراء، قال:(كنت أمدح يزيد بن حاتم من غير أن أعرفه ولا ألقاه.) فلما ولاه المنصور مصر أخذ على طريق المدينة فألقيه. فأنشده منذ خرج من مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى مسجد الشجرة. فأعطاه رزمتي ثياب وعشرة آلاف دينار. هكذا ذكر الرقيق. ومما قيل (كامل) ..
يا واحد العرب الذي دانت له ... قحطان قاطبة وساد نزارا
إني لأرجو إذ بلغتك سالما ... ألا أكابد بعدك الأسفار
وفيه قيل (طويل) :
شتان ما بين اليزيدين في الندى ... إذا عد في الناس المكارم والمجد
وقوله:(لشتان ما بين اليزيدين) مثلٌ يتمثل به في كل ناحية على لسان كل سائر. وكان على ربيعة الشاعر دية فأعطاه عشرة ديات، ووصله وأحسن إليه وكان سخيا ومن قول يزيد بن حاتم رحمة الله (بسيط)
ما بألف درهم المضروب خرقتنا ... إلا لماما يسيرا ثم ينطلق
يمر مرا عليها وهي تلفظه ... إلى أمرؤ لم يحالف خرقتي الورق
ومن أخباره بأفريقية - رحمه الله - روى إن بعض وكلائه زرع قولا كثيرا في بعض رياضاته. فقال له: (يا بني يابن اللخناء أتريد أن أعبر بالبصرة،