صحيحا لا مرية فيه، إلى أن صفا له أمر البربر، فنازل الحواضر وهزم ملك أفريقية وانتزعها من يديه.
وفى سنة ٢٨١، أمر إبراهيم ابن الأغلب صاحب أفريقية ميمونا الحبشي أن يسير إلى تونس، فيقتل بها جماعة من بني تميم وغيرهم، فقتلوا وصلبوا على بابها. فوفد أكابر أهل تونس مع ميمون الحبشي، فكسا السلطان ميمونا الخزّ والوشي والديباج، وطوقه بالذهب، وحماه على فرس، وصرفه إلى تونس من غده. وفيها خرج السلطان إبراهيم بن الأغلب إلى تونس، لثمان خلون من رجب، فاستوطنها.
وفي سنة ٢٨٢، انعقد الصلح بين أهل صقلية والروم لأربعين شهرا على إخراج ألف أسير من المسلمين، وعلى أن تكون عندهم رهائن الإسلام في كل ثلاثة اشهر من العرب وثلاثة من البربر وفيها قدم إبراهيم بن الأغلب بنيه على بلاد أفريقية.
وفي سنة ٢٨٣، رجع إبراهيم بن أحمد من تونس إلى رقادة. وخرج أبو منصور أحمد بن إبراهيم إلى طرابلس. وخرج أبو بحر بن أدهم إلى مصر. وفيها كانت وقعة نفوسة، وذلك إن إبراهيم بن أحمد اعترضته نفوسة بين قابس وطرابلس ومنعته الجواز، وكانوا في زهاء عشرين ألف رجل لا فارس معهم فناصبهم الحرب وقاتلوهم قتالا شديدا حتى هزموهم وقتلوا أكثرهم. ثم تمادى إلى مدينة طرابلس، فقتلوا بها أبو العباس محمد بن زيادة الله بن الأغلب وكان أديبا ظريفا، له تواليف، وسبب قتله أن المعتضد بالله العباسي كتب إلى إبراهيم بن أحمد يعنفه على جوره وسوء فعله بأهل تونس ويقول له:: إن انتهيت عن أخلاقك هذه، وإلا فسلم العمل الذي بيدك لابن عمك محمد بن زيادة الله! ثم نهض من طرابلس إلى تاورغا: فقتل بها خمسة عشر رجلا، وأمر بطبخ رؤوسهم مظهرا إنه يريد أكلها، هو ومن معه من