من سبيطلة فقيل إنه وافى المدينة في أربعة وعشرين يوما وكانت إقامته بأفريقية سنة وشهرين ثم وصل فيء أفريقية إلى المدينة فبيع المغنم فطفق مروان بن الحكم على الخمس فأخذ منه خمسين ألف دينار فسلم له من ذلك عثمان - رضي الله عنه - فكان ذلك مما انتقد عليه.
وفيه وفي رد الحكم أبيه بعد أن نفاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول عبد الرحمن أخو كندة:
سأحلف بالله جهد اليمين ... ما ترك الله شيئا سدى
ولاكن خلقت لنا فتنة ... لكي نبتلي بك وتبتلى
دعوت اللعين فأدنيته ... خلافا لسنة من قد مضى
وأعطيت مروان خمس العباد ... ظلماً لهم وحميت الحمى
وقال مروان بن الحكم يوما في مجلس معاوية (ثلاث لم أدخل فيهن حراما قط: داري بالمدينة، ومالي بذي خشب، وصدقات نسائي) فنظر معاوية إلى عبد الله بن الزبير وكان حاضراً فقال له (ما تقول؟ فإنك طعان) فقال (مهلا أبا عبد الملك خرجنا مع ابن أبي سرح إلى غزو أفريقية فوالله ما كان مروان أحسننا وجهها ولا أكثرنا نفقة، ولا أعظمنا في العدو نكاية فطفق على خمس أفريقية بم تعلم وتحابى له من تعلم فنى منه الدار واتخذ منه المال وتزوج منه النساء) فقال له مروان (أتطعن على أمير المؤمنين عثمان؟) فقال له معاوية (دعه وخذ مني غير هذا فإنك صحة ما أقول) قال الطبري (كان عثمان - رحمه الله - قال لعبد الله بن سعد: إن فتح الله عليك أفريقية فلك مما أفاء الله على المسلمين خمس الخمس نفلاً) فلما فتح أفريقية في هذه السنة وهي سنة ٢٧ قسم عبد الله الفيء على المسلمين فأبقى الخمس لنفسه وبعث بأربعة أخماسه إلى عثمان وضرب فسطاطه في أرض القيروان فوفد وفد على عثمان يشكون بابن أبي سرح فيما أخذ من