موسى بن الفارس الفقيه، وهو يوم مات ابن ست وتسعين سنة، ورحل بكر إلى المشرق في سنة ٢١٧، وهو حدث السن، فسمع من الفقهاء وجلة العلماء وكان عالما بالحديث وتميز الرجال، وشاعر مفلقا ومدح المعتصم ووصله بصلات جزيلة، أجتمع بحبيب وصريع ودعبل وعلي بن الجهم وغيرهم من شعراء العراق وله أبيات إلى المعتصم يحرض فيها على دعبل وهي (طويل) :
أيهجو أمير المؤمنين ورهطه ... ويمشي على الأرض العريضة دعبل؟
أما والذي أرسى ثبيرا مكانه! ... لقد كانت الدنيا لذاك تزلزل
ولكن أمير المؤمنين بفضله ... بهم يعفو أو يقول فيفعل
فعاتبه حبيب فيه وقال له:(قتلته، والله! يا بكر) فقال في قصيدته هذه طويلة
وعاتبني فيه حبيب وقال لي: ... (لسانك محذور وسمك يقتل)
وأني، وأن صرفت في الشعر منطقي ... لأنصف فيما قلت فيه وأعدل
وفيها مات محمد بن الحسن المعروف بابن ورصيد من قسطنطينية، وكانت له رحلة وسماع من الفقهاء، ومات محمد بن يزيد الفارسي من أهل القيروان له سماع من سحنون ومن ابنه محمد.
وفي سنة ٢٩٧، غدر قوم من البربر يعرفون بني خالد باليسع بن مدرار واستأمنوا به إلى أبي عبد الله الشيعي فأمنهم، وذلك في مستهل المحرم. وفيها، ولي عبيد الله على مدينة سجلماسة إبراهيم بن غالب المزاتي وترك معه خمسمائة فارس من كتانة، ورحل بالعساكر إلى أفريقية. وفيها قتل بالقيروان، في صفر، إبراهيم بن محمد الضبي المعروف بابن البرذون وأبو بكر بن هذيل