للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذه السنة انتقل عبيد الله الشيعي بعياله وأمواله ونقله إلى المهدية يوم الخميس لثمان خلون من شوال، بعد أن كمل قصره بها، وقصر ولده أبي القاسم، وسور المدينة وبعض دور رجاله، ولم يكمل الكل. وكانت في هذه السنة بالقيروان ورقادة أمطار كثيرة، هدمت المباني، فاضطر عبيد الله إلى استعجال التنقل. فقالت شعراء أفريقية في انتقاله واستيطانه من الشعر ما ذكرنا أبياتا منها ليستدل بما فيها على ما كان يستحله ويجوز عنده من الأشعار (وافر)

ليهنك أيها الملك الهمام ... قدوم فيه الدهر ابتسام

حططت الرحل في بلد كريم ... رعته لك الملائكة الكرام

لئن عظم الحرام وما يليه ... كما عظمت مشاهده العظام

لقد عظيت بأرض الغرب دار ... بها الصلوات تقبل والصيام

هي المهدية الحرم الموقى ... كما بتهامة البلد الحرام

كأن مقام إبراهيم فيه ... ثرى قدميك إن عدم المقام

وإن لئم الحجيج الركن أضحى ... لنا بعراص قصركم التشام

لئن شاب الزمان وشاب منك ... دعائمه إذا عجمت حطام

لملكك أيها المهدي ملك ... غلام والزمان به غلام

لك الدنيا ونسلك حيث كنتم ... فكلكم لها أبدا إمام

وفي هذه السنة قتل بالقيروان من قريش تميم علي بن محمد بن عبد الله ابن عبد الرحمن بن هاشم بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق - رحمه الله - قتله أبو سعيد موسى بن أحمد إذ اتهمه برفع كتاب إلى عبيد

<<  <  ج: ص:  >  >>