فلما تمادى العيش وانشقت العصي ... تداعت أهاضيب النوى وهي تنهل
سلام على من لم نطق يوما بيننا ... سلاما ولكن فارقت وبها ثكل
وما هي آماق يفيض دموعها ... ولكنها الأرواح تجري وتنسل
ومما قيل حين قضى الله بخرابها وانتقال أهلها عنها وأربابها (طويل)
خليل عوجا بالرسوم وسلما ... على طلل أقوى وأصبح أغبرا
ألما على رسم تبهرت دائر ... عفته الغوادي الرائحات فأقفرا
كأن لم تكن تبهرت دارا لمعشر ... فدمرها المقدار فبمن تدمرا
وتبهرت القديمة هذه هي التي خربها الخَيّرُ بن محمد بن خزر الزناتي، وفيها مات بالقيروان من قريش أبو الحسن المطلبي أحمد بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن علي بن زيد بن ركانة بن عبدود بن هاشم بن عبد المطلب يوم الأربعاء لأربع عشر ليلة خلت من جمادى الأول وكان قد صحب عبيد الله بسجلماسة قبل أن يملك القيروان، فنال بها جاها كبيرا في آخر عمره وفيها، مات محمد بن عثمان الخرساني الفقيه، صاحب الوثائق بالقيروان، وكان يذهب مذهب أهل الكوفة، ولم يكن ممن يقول بخلق القرآن وله سماع بمصر من يونس بن عبد الأعلى وفي سنة ٣٢٩، اكتب موسى بن أبي العافية (صاحب الأندلس)(أمير المؤمنين)(عبد الرحمن) الناصر من العدوة (الغريبة) ورغب في موالاته والدخول في طاعته، وأن يستميل له أهواء أهل العدوة المجاورين له فتقبله (أمير المؤمنين) أحسن قبول وأمده بالخلع والأموال وقوى أوده على ما كان يحاوله من حرب ابن أبي العيش وغيره فظهر أمر موسى من ذلك الوقت في العدوة وتجمع إليه كثير من قبائل البربر وتغلب على مدينة جراوة وأخرج عنها الحسن ين أبي العيش بن إدريس العلوي ودارت