وكانت مدينة يقال لها كرت في جبل يسمى به إلى وقتنا هذا، خربها بنو محمد، وهي كانت قاعدة أحمد بن القاسم، الذي يقول فيه بكر بن حماد (كامل)
إن السماحة والمروءة والندى ... جمعوا لأحمد بن القاسم
وإذا تفاخرت القبائل وانتمت ... فأفخر بفضل محمد وبفاطم
وبجعفر الطيار في درج العلا ... وعلى العضب الحسام الصارم
لأني لمشتاق إليك وإنما ... يسموا العقاب إذا سمى بقوادم
فأبعث إليّ بمركب أسمو به ... على أكون عليك أول قادم
وأعلك أنك لن تنال محبة ... إلا بعض ملابس ودراهم
فبعث إليه بغلة سنية وصلة جزلة. وكان له فيه أمداح كثيرة.
وكان على وادي ورغة حصن كبير يسكنه البربر فسكن عندهم شخص من الحضر فقال في نفسه (طويل) .
الأهل أتى أهل المدينة أنني ... بورغة بين الأعجمين غريب
إذا قلت شيء قيل: ماذا تريد ... لهم بين أحراز الوجوه قطوب
وكان هناك حصن أيضا يعرف بسوق عكاشة، قريب من ورغة، لحمد بن حسن من بني إدريس - رحمهم الله - وجنيارة حصن كبير في جبل يعرف بالجبل الأشهب، وهي لبني حصين. وفي ذلك الجبل قرى كثيرة. وهو بمقربة من قاس. ومن أصلا إلى مدينة فاس خمسة أيام على طريق البصرة. ويلي أصلا من جهة الشرق مدينة طنجة. وكان صاحب طنجة القاسم بن إدريس. ومن طنجة إلى فاس عدوتان أسست عدوة الأندلسيين سنة ١٩٢، من الهجرة، أسسها أهل ربض قرطبة إذ فروا من الحكم الربضي، وأسست عدوة القروين بعدها بسنة. قال: الشاعر (بسيط) .