من تونس كرامة بن المنصور من بني حماد، إلى لأن مات في سنة كذا وخمسمائة، ثم وليها بعده أخوه أبو الفتوح بن المنصور، إلى أن مات، ثم وليها بعده محمد بن أبي الفتوح، فلم تستحسن سيرته، فأخرج عنها ووليها معد بن المنصور وكان آخرهم فأقام عليها إلى سنة ٥٤٣ حين استيلاء الروم على المهدية، فخاف أهل تونس منهم، وثاروا على أميرهم معد كما تقدم، وثارت العامة بها، وكانت الفتنة المشهورة فيها. ثم انهم وجهوا إلى بنزرت، وقدموا أبا بكر بن إسماعيل بن عيد الحق، غدره عبد الله ابن أخيه عبد العزيز بعد إقامته في ولايته سبعة أشهر، وأخرجه في قارب في البحر، فرماه البحر ميتا عند قلعة ابن غبوش. فيقال: غرق، ويقال: غُرِقَ. فوليها عبد الله المذكور نحو عشر سنين، وهو الذي قتل القاضي أبا الفضل جعفر بن حلوان وقتل معه ولده وولد أخته ابن الباد، لما خشي أن يجمعوا عليه العرب. وفي أيامه وجه عبد المؤمن عبد الله بن سليمان في قطع من أسطول سبتة وأمره بالكشف عن تونس وقوتها والمجاورين لها من الأعراب، وبعد ذلك بعام وصل السيد أبو محمد عبد الله بن عبد المؤمن إلى تونس، ونازلها وحاصر عبد الله بن خراسان فيها مدة، ثم أقلع عنها إلى بجاية، وذلك في سنة ٥٥٣، وفي سنة ٥٥١، في شوال كان القيام على النصارى بالمهدية وحاصرهم فيها.
وفي سنة ٥٥٢ استولت الروم على زويلة.
وفي سنة ٥٥٤، دخل عبد المؤمن أفريقية المرة الثانية، ونازل تونس ثم أقلع عنها وحاصر النصارى بالمهدية، وفي سنة ٥٥٥، دخل أبو محمد عبد المؤمن مدينة صلحا، واستولى الموحدين عليها في العاشر من شهر محرم.
وفي سنة ٥٥٨، كانت كائنة يوم السبت بنزول الروم على المهدية، وأخذوا مدينة سوسة ثم خرجوا عنها.
وفي سنة ٥٧٣، كانت يوم الجمعة بنزول النصارى على المهدية