اشترى موضعه من بني طالوت؛ فبناه ونقل إليه السلاح والعدد سرا، وسكن حوله عبده وأهل الثقة به من خدمته. وكان حافظا للقران، عالما به وثار عليه الكندي بتونس؛ وكانت له معه وقائع وافقت محاربة المأمون للأمين، بعد موت الرشيد. وفيها، قال الطبري: وقعت بالمسجد الحرام صاعقة، فقتلت رجلين.
وفي سنة ١٨٦ حج بالناس هارون الرشيد، وأخرج معه ابنيه محمدا الأمين، وعبد الله المأمون، وقواده، ووزراءه، وقضاته، وولي عهد عبد الله. قال الطبري: وكان الرشيد عقد لأبنه محمد ولاية العهد في شعبان سنة ١٧٣، وسماه الأمين، وضم إليه الشام والعراق في سنة ١٧٥، ثم بويع لعبد الله المأمون بالرقة في سنة ١٨٣؛ وولاه من حد همدان إلى أخر المشرق. ولما قضى مناسكه في هذه السنة، كتب للمأمون كتابين: أحدهما على محمد بما أشترط عليه من الوفاء بما فيه من تسليم وما ولى لعبد الله من الأعمال، وما صير له من الضياع والأموال؛ والأخر نسخة البيعة التي أخذها لعبد الله على محمد وعلى الخاصة والعامة. وأشهد في ذلك في البيت الحرام، وأمره بقراءة الكتاب على عبد الله ومحمد. وأشهد عليهما جماعة من حضر من بني هاشم وغيرهم. ثم أمر ان يعلق الكتاب في الكعبة. فلما علق، وقع؛ فقيل:(أن هذا لأمر سريع انتفاضه قبل تمامه!) وفي سنة ١٨٧ كان قتل الرشيد لجعفر بن يحيى، وإيقاعه بالبرامكة؛ والوالي على أفريقية إبراهيم بن الأغلب كما كان.
وفي سنة ١٨٨، كان غزو إبراهيم بن جبريل أرض الروم: وجهه الخليفة هارون، ودخل أرض الروم من درب الصفصاف؛ فخرج للقائه البطريق نقفور، فورد عليه من ورائه أمر صرفه عن لقائه؛ فانصرف ومر بقوم من