[أي] بتعليمه، فإنّك إذا علمته صرت كافرًا، وقوله تعالى:" وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر "، وظاهره أنهم كفروا بذلك، ولأن الآلام التي تصل إلى الحيوان وتضرهم من أفعال الله تعالى، وهو المنفرد بالقدرة عليه، فمتى اعتقد الإنسان أن ذلك من فعل نفسه، وأنه قادر عليه، صار اعتقاده لذلك كفرًا، كاعتقاده أنّه قادر على اختراع الأجسام، فإذا ثبت أنه كفر، وجب قتل فاعله، لقوله صلى الله عليه وسلم:«لا يحل دم امرىء مسلم إلا بإحدى ثلاث، كفر بعد إيمان» و «حدّ السّاحر ضربة بالسيف»؛ ودليلنا أنه يقتل وإن لم يتكرر منه الفعل عموم الخبر، ولأن كل فعل أوجب القتل تكراره أوجبه ابتداؤه، أصله القتل بالسلاح، ولأنّ كل فعل وجب به القتل فلا فرق بين تكرره وانتفاء تكرره كالزنا مع الإحصان والقتل.
[١٦٤٥] مسألة: لا تقبل توبة الساحر، بناءًا على ما نقوله في الزنديق وسنذكره.
[الزنديق]
[١٦٤٦] مسألة: الزنديق الذي يسر الكفر ويظهر الإسلام لا تقبل توبته، خلافاً للشافعي؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:«من بدل دينه فاقتلوه»، ولأنّ التوبة